Résumé:
يعتبر الاتصال الداخلي إحدى مقومات المؤسسات الناجحة، لما يلعبه من دور هام في بقائها واستمرارها والحفاظ على مواردها البشرية من خلال ما يوفره من معلومات وآثار إيجابية لدى العاملين الأمر الذي ينتج عنه خلق جو عمل مناسب، يجعل من العامل يكن بعض الولاء أو كله لمؤسسته.
لقد حاولنا من خلال هذه الدراسة معرفة دور الاتصال الداخلي في تحقيق الولاء التنظيمي بالمؤسسة الخدماتية - مديرية التربية نموذجا-، وذلك من خلال طرح الإشكالية التالية: كيف يساهم الاتصال الداخلي في تحقيق الولاء التنظيمي؟، والذي تمحورت حوله ثلاث أسئلة تعلقت بمؤشرات الولاء التنظيمي تمثلت فيما يلي:
-كيف يساعد الاتصال الداخلي في رفع الروح المعنوية للعاملين داخل مديرية التربية؟
-كيف يساهم الاتصال الداخلي في تبني قيم وثقافة المؤسسة الخدماتية؟
-كيف يساهم الاتصال الداخلي في التقليل من دوران العمل؟
وقد هدفت دراستنا هذه إلى معرفة دور الاتصال الداخلي في المؤسسة الخدماتية والكيفية التي يساهم بها في تحقيق الولاء التنظيمي، ومعرفة كيفية مساهمة الاتصال الداخلي في الرفع من الروح المعنوية للأفراد داخل المؤسسة. وكذلك تبني قيم وثقافة المؤسسة، والتقليل من دوران العمل.
وكان المنهج الوصفي هو المنهج المستخدم في دراستنا، بالإضافة إلى منهج دراسة الحالة، وقد اعتمدنا على الاستبيان والملاحظة والمقابلة كأدوات مناسبة لجمع البيانات الخاصة بالدراسة.
وتمثل مجتمع دراستنا في عمال مديرية التربية بجيجل حيث بلغ عددهم 182 عاملا، وكانت العينة الطبقية العشوائية هي العينة المطبقة على مجتمع الدراسة، حيث اخترنا 91 مفردة، تم استرجاع 88 استمارة من عينة الدراسة.
وقد خلصنا إلى النتائج التالية:
- يساهم الاتصال الداخلي في رفع الروح المعنوية لدى موظفي مديرية التربية من خلال تفعيل كافة الأشكال الاتصالية الرسمية وغير الرسمية وبالتالي زيادة في درجة الولاء التنظيمي لدى العاملين.
- تلعب الاتصالات النازلة دورا مهما في توفير المعلومات اللازمة للموظفين، كما يعتبر الاتصال الأفقي أهم الاتصالات مساهمة في رفع الروح المعنوية لدى العاملين، وزيادة ولائهم للمؤسسة.
- تساهم الاتصالات الرسمية و غير الرسمية دورا مهما في تبني العمال القيم وثقافة المؤسسة من خلال المراسلات الإدارية، والقوانين والتنظيمات المعمول بها، بالإضافة إلى مساعدات الزملاء ذوي الخبرة الطويلة.
- للاتصال الداخلي دور كبير في التقليل من دوران العمل، حيث يمكن من التقليل من الضغوط التي يتعرض لها العمال من خلال توفير المعلومات، والتوجيهات من المسؤولين، وكذلك الزملاء من خلال الأحاديث الجانبية الخارجية عن نطاق الوظيفة والتي نساعد العمال على خلق جو عائلي تجعل من الفرد يشعر بالارتباط والانتماء للتنظيم الذي يعمل فيه وتكوين لديه الرغبة في البقاء والولاء للمؤسسة.
- تعتبر الاجتماعات والمقابلات والأحاديث الجانبية من أكثر الرسائل الاتصالية الداخلية أهمية في رفع معنويات العاملين، وكذلك تبني قيم وثقافة المؤسسة، والتقليل والحد من التسرب الوظيفي لاعتمادها على الاتصال المباشر وتمكين العاملين من الاستفسار عن الأمور المتعلقة بالعمل ومعرفة أهداف المؤسسة وسياستها، والمهام المطلوبة منهم انجازها حيث تساهم في بناء وزيادة الرغبة الولائية للمؤسسة لدى العاملين من خلال التحاور والمشاركة في إعداد الخطط والاستراتيجيات المتعلقة بالمؤسسة.
