Résumé:
بعد استقصاء المصطلح البلاغي عند عبد القاهر الجرجاني من خلال كتابه " أسرار البلاغة " يمكن
القول إنّ كتابه قد كان بمثابة نقطة تحوّل في الدّرس البلاغي، حيث فتح الباب للبحث والدّراسة لمن جاء بعده من
البلاغيين والباحثين في هذا اال.
وقد توصلنا إلى نتائج عدّة أهمّها :
-1 خضوع المصطلح للاتّساع والانتشار عند جمهور المتكلمين لا بد له من مراحل يمرّ ا.
-2 تأثر عبد القاهر الجرجاني بالبلاغيين الذين سبقوه أمثال الجاحظ وأبي هلال العسكري في تحديد
مفاهيم بعض المصطلحات.
-3 لم يعتمد الجرجاني على آراء سابقيه اعتمادا أساسيا في تحديد دلالة المصطلح، وإنما كان يعرض حَ د
المصطلح في بعض الأحيان حسب رأيه، وأحيانا يلتقي معهم، وأحيانا يخالفهم، كمصطلح الاستعارة
كَوِْا مشاركة بين لفظين، واختلف معهم في كوا تعتمد النّقل.
-4 إنّ اهتمام الجرجاني بوضع الحدود الاصطلاحية الدقيقة يتفاوت من مصطلح لآخر، فقد كانت بعض
المصطلحات عنده تخت ص بالشرح والتحليل والأمثلة مثل التشبيه والاستعارة، على خلاف بعض
المصطلحات البديعية التي لم تَلْقَ اهتماما منه كالتجنيس والسجع، نظرا لاهتمام البلاغيين قبله بعلم
البديع، وتوسعهم فيه.
-5 إنّ سرّ بلاغة الاستعارة عند الجرجاني في احتوائها فكرة الاِدّعاء وهذه الفكرة قد أثرّت على المتأخرين
أمثال السكاكي.
-6 تحديد عبد القاهر الجرجاني بعض المفاهيم دون أن يضع التسمية، كالاستعارة المكنية والتصريحية اللّتين
كانتا من اصطلاح المحدثين وهذا ما استقرت عليه.
-7 عدم استقرار المصطلح ائيا على يد الجرجاني الذي وضع النظريات البلاغية، وبرز فيها بشدّة، في
حين حدّدها الذين جاءوا بعده، وبخاصّة السكاكي.