Résumé:
من خلال دراستنا العلمية التي وقفنا فيها على عدة محطات معجمية، رأينا أن النفود إليها مهم من أجل
꞉ الوصول إلى الأهداف، وكذا الإجابة على الأسئلة السالفة الذكر، توصلنا إلى النقاط التالية
إن الحركة المعجمية العربية ، كانت مسايرة للحركة المعجمية لدى الأمم الأخرى، و التي كان لها
السبق في الصناعة المعجمية، و يعد تراثنا المعجمي العربي خير دليل على ذلك ، و الكم الهائل من
المعجمات العربية على اختلاف مناهجها و مدارسها التي كان لها دور فعال في جمع شمل ثروتنا اللغوية
و مأثورتنا الأدبية و ذلك حفاظا عليها من اللحن، الذي كان يتربص ا أو شرح وغامضها و
نوادرها، و كانت البدايات الأولى متعلقة بالقرآن الكريم، إذ تولى الصحابة أمر تفسير الغريب و
النوادر في القرآن و الحديث، و تعد بذلك اللبنة الأولى لظهور دراسات لغوية خاصة المعاجم، وكان
من بين هذه المعاجم (معجم العين) للخليل ابن أحمد الفراهيدي، الذي يعتبر النواة الأولى التي فتحت
الأبواب أمام ظهور المعاجم بجميع أنواعها، سواء كانت عامة أو خاصة.
وأما فيما يخص الترتيب فقد اختلفت وتنوعت منهاجياته باختلاف نوع المعجم و الهدف المسطر له،
فالمعاجم العامة اعتمدت على الترتيب الصوتي التقليبي الذي ابتكره الخليل بن أحمد الفراهيدي بطريقة
منطقية رياضية حيث قام بتبديل حروف الكلمات إلى جميع احتمالاا والذي يسمى بنظام التقليب
حيث ساعده في جمع أكبر كم من كلمات اللغة العربية، أما من الناحية الصوتية فبخبرته الصوتية
العبقرية و بمعرفته بالتجمعات الصوتية ، فقد رتب الخليل معجمه بحسب مخارج الأصوات ، ومن
اللذين ساروا على جه نجد أبو منصور محمد ابن أحمد الأزهري في معجمه (ديب اللغة)، ثم جاءت
بعد ذلك منهجية الترتيب بحسب الأبنية ، ومن الأوائل اللذين ألفوا في هذا النوع من الترتيب نجد
الفارابي في معجمه (ديوان الأدب) وكذلك نجد نشوان ابن سعيد ابن نشوان الحميري في معجمه
(شمس العلوم ودواء العرب من الكلوم ) ،و الزمخشري في معجمه مقدمة الأدب، لتأتي بعدها منهجية
الترتيب الألفبائي و التي اكتمل منهجها مع الزمخشري في معجمه (أساس البلاغة) وقد اعتمد هذا
الترتيب كثيرا لسهولته و بساطته إذ يعد الأساس في ترتيب المعاجم الحديثة و من ثم تأتي منهجية
الترتيب بحسب الحرف الأخير من الكلمة و يطلق عليها أيضا منهجية التقفية ومن اللذين ساروا على
هذه المنهجية، الجوهري في معجمه (تاج اللغة وصحاح العربية) ،و كذلك ابن منظور في معجمه
لسان العرب ،و الفيروز أبادي في معجمه (القاموس المحيط) ، وكل هذه المناهج اتبعت قديما على
٨١
الرغم من صعوبتها وذلك تماشيا مع الهدف الذي وضعت لأجله هذه المعاجم إلا أن منهجية الترتيب
الألفبائي كانت هي الأسهل.
أما معاجم المعاني فقد اعتمدت منهجية واحدة فقط، وهي ترتيب المفردات بحسب موضوعاا التي
تنتمي إليها.
وما يخص المعاجم المتخصصة فقد اعتمدت أربعة منهجيات، منهجية الترتيب الألفبائي، منهجية
الترتيب الأبجدي، وهذه المنهجية قديمة لم تعتمد إلا في اليسير من المعاجم، منهجية الترتيب حسب
المواضيع، ومنهجية الترتيب حسب المداخل الأجنبية، هذه الأخيرة اعتمدت في المعاجم المتخصصة
ثنائية ومتعددة اللغة.
أما بالنسبة للاختلاف في المنهجيات التي اتبعها كل نوع من هذه المعاجم فنجد أن المعاجم المتخصصة
اكتفت بثلاث مناهج، منهجية الترتيب الألفبائي، منهجية الترتيب الموضوعي، و منهجية الترتيب
بحسب المداخل الأجنبية، فقد رتبت المصطلحات بالنسبة لمنهجية الترتيب الألفبائي دون تجريدها من
الزوائد و إرجاعها إلى الأصل في معظم المعاجم، أما بالنسبة لمنهجية الترتيب الموضوعي فقد رتبت
المصطلحات بحسب الحقول العلمية لا بحسب المواضيع التي تنتمي إليها، و ذلك خلافا للمعاجم العامة
التي ترجع المفردة إلى أصلها ، و أما بالنسبة للمصطلحات التي وردت فيها فقد رتبت تحت الجدر
الذي تنتمي إليه، و إن لم يكن لها جدر تندرج تحته فإا ترتب بحسب أصولها ، أما معاجم المعاني فهي
ترتب المفردات بحسب الموضوع و كذلك بالنسبة للمصطلحات الواردة فيها فقد رتبت بنفس
الطريقة.
أما فيما يخص المعاجم المتخصصة الثنائية ومتعددة اللغة فقد رتبت مصطلحاا حسب المداخل الأجنبية
في حين أن المعاجم المتخصصة أحادية اللغة فقد رتبت مصطلحاا بحسب المداخل العربية.
ومهما تعددت وتنوعت هذه المناهج التي اتبعتها المعاجم في ترتيب مفرداا ومصطلحاا إلا أا
أهملت في بعض الأحيان وكان ذلك خاصة في المعاجم القديمة ذلك راجع إلى الكم الهائل للمفردات
التي احتوا وحتى يومنا هذا لم تعتمد طريقة موحدة في ترتيب المصطلحات أو المفردات على حد
سواء فالمعاجم المتخصصة الحديثة لاتزال حبيسة الصناعة المعجمية الأجنبية وهذا راجع إلى كون أغلب
المصطلحات أجنبية.