Résumé:
يعتبر تصور مشروع الحياة بأبعاده الثلاثة من الموضوعات الهامة والحيوية في حياة الشباب
وخاصة الطلاب الجامعيين، حيث نجد اهتمام الباحثين في كثير من بلدان العالم بالحديث في موضوع المشاريع وأهميتها من حيث نجاح الفرد أو إخفاقه في حياته الدراسية بعد التخرج والمهنية وبناء عائلته، وتلعب المشاريع دورا كبيرا في توجيه حياة الطلبة، وتظهر أهميتها بوضوح في عملية تعليمهم وفي أنواع الأنشطة التي يمارسونها، بإضافة إلى كونها بدرجة كبيرة مدى نجاحهم فإنها تساعد في إشباع حاجاتهم النفسية الأساسية، كذلك نرى الاهتمام الأكبر بموضوع التفكير في إعداد وتكوين أسرة، وهذا الموضوع أصبح الشغل الشاغل للطلبة على مختلف مستوياتهم وبكل السبل لذلك وجدنا أن هذا الموضوع كان ولا يزال بالغ الأهمية ولابد من تناوله بالدراسة من حين لآخر، وليست معالجة موضوع تصور مشروع الحياة وأولوياته بالأمر الجديد أو غير المسبوق في الفكر العربي والشرقي والغربي وانما لا تكاد تخلو فلسفة أو ديانة من التركيز على التخطيط البناء لأهداف الحياة بشكل عام والطلبة بشكل خاص فهو من الموضوعات التي تشغل بالهم بل وتسيطر على تفكيرهم فالشباب هم المستقبل هم عماده وهو الذي يمثل بالنسبة لهم الحياة الحقيقية فهو يعمل ويجتهد ويدرس في الحاضر ليجني ثمرة ذلك في المستقبل هذه الثمرة بالنسبة للشباب هي الشهادة أولا بعد الدراسة، والمهنة ثانيا وتأتي بعدها العائلة وتكوينيا ثالثا، ومشكلة الكثير من الشباب أنهم لا يخططون لمستقبل حياتهم، ولا يفكرون إلا باللحظة الراهنة، ولا ينتظرون إلا فرص وتحديات المستقبل، مما يجعلهم يفقدون القدرة على التعامل مع تحديات المستقبل وفرصه، ومن ثم يعيشون حالة من ضبابية الرؤية، وعدم معرفة متطلبات الزمان مما يدفعهم نحو الوقوع في دائرة الفشل والشقاء ولذلك يعد التخطيط للمستقبل والتصور للمشروع من أقوى العوامل المؤدية للنجاح وتحقيق الغايات المرسومة.
فالنجاح في الحياة ما هو إلا ثمرة من ثمار التخطيط الناجح، أما الفشل فيعود لغياب التخطيط للمستقبل. من خلال هذه الدراسة المتواضعة حاولت معرفة مدى تصور مشروع الحياة بأبعاده الثلاثة، المهني والعائلي والدراسي لدى طلبة جامعة الجزائر 2 ومدى اختلافها باختلاف الجنس والمستوى المعيشي