الإتصال الداخلي و مساهمته في تحسين الفعالية التنظيمية في المؤسسة الإقتصادية

Abstract

كان الاتصال ولازال عنصرا هاما في الحياة، برزت أهميته وفعاليته مع التقدم التكنولوجي، فهو يعد من المواضيع التي لقيت اهتماما كبيرا من طرف المختصين والباحثين في مجال الاتصال الإنساني عموما، والإداري المؤسساتي خصوصا، فهو يعد عصب أي مؤسسة مهما كانت طبيعتها، فالاتصال داخلها يعد أحد الركائز الأساسية التي يركز عليها البناء التنظيمي للمؤسسة، فهو يعمل على خلق جو تعاوني يؤدي إلى تسهيل عملية تبادل المعلومات، وإيجاد نوع من الفهم المشترك والثقة المتبادلة،هذا كله يؤدي إلى ازدهار المؤسسة وزيادة تحسين فعاليتها. ولتحقيق درجة عالية من الفعالية التنظيمية لا بد من توفر عوامل تتحقق بها منها أنواع الاتصالات داخل المؤسسة باعتبارها شبكة تربط كل أعضاء المنظمة. ومن هنا طرحنا الإشكالية التالية: كيف يساهم الاتصال الداخلي في تحسين الفعالية التنظيمية في مؤسسة اتصالات الجزائر بالطاهير؟ ولمعالجة الإشكال المطروح افترضنا أن شكل الاتصال المناسب لتحسين الفعالية التنظيمية داخل المؤسسة الاقتصادية هو الاتصال الرسمي. كما افترضنا أن الوسائل الاتصالية المناسبة لتحسين الفعالية التنظيمية في المؤسسة الاقتصادية هي الكتابية والشفهية والإلكترونية. بالإضافة أن مهارات الاتصال تساهم في تحسين الفعالية التنظيمية في المؤسسة الاقتصادية في تأدية العمل في الوقت المحدد والقيام به على أكمل وجه. وافترضنا في الأخير أنه من العقبات التي تعيق عملية الاتصال هي العقبات النابعة من الأفراد داخل المؤسسة. إذ كان اختيارنا للموضوع ليس عشوائيا وإنما مدروس لعدة أسباب أهمها: أهمية الموضوع ومكانته داخل المؤسسة، كما أن الفضول العلمي دفعني لدراسة سياسة الاتصال الداخلي المتبع في المؤسسات الاقتصادية. وكانت دراستنا لهذا الموضوع لعدة أهداف نذكرها في الآتي: -محاولة إظهار أهمية الاتصال الداخلي في المؤسسة ومدى مساهمته في تحقيق أهدافها. -تقديم صورة عامة عن أهم الأنواع والوسائل الاتصالية المستخدمة في مؤسسة اتصالات الجزائر. -بالإضافة إلى تشخيص أهم العراقيل الميدانية التي يتعرض لها الاتصال الداخلي في تحسين الفعالية التنظيمية داخل المؤسسة الاقتصادية. ولتحقيق هذه الأهداف اعتمدنا في إجرائنا لهذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، ونظرا لصغر حجم العينة الذي لم يتجاوز 35 عامل، اعتمدنا فيه على أسلوب المسح الشامل، أي دراسة جميع مفردات مجتمع البحث، مستعينين بأداتين ثانويتين هما الملاحظة البسيطة، والوثائق والسجلات بهدف جمع معلومات عن تاريخ المؤسس، نشاطاتها وفروعها، طاقمها البشري وهيكلها التنظيمي، ساعدتنا هذه المعلومات على تصميم استمارة الاستبيان. كما اعتمدنا على أداة رئيسية وهي استمارة الاستبيان، والتي قسمناها إلى خمس محاور أساسية هي: المحور الأول: يضم البيانات الشخصية. المحور الثاني: يجيب عن وسائل الاتصال المناسبة لتحسين الفعالية التنظيمية في مؤسسة اتصالات الجزائر. المحور الثالث: يجيب عن أشكال الاتصال المناسبة لتحسين الفعالية التنظيمية في مؤسسة اتصالات الجزائر. المحور الرابع: يضم مدى مساهمة مهارات الاتصال في تحسين الفعالية التنظيمية في مؤسسة اتصالات الجزائر. المحور الخامس: فيضم أهم العقبات التي تعيق الاتصال داخل مؤسسة اتصالات الجزائر. ويعد جمع البيانات ميدانيا وتحليلها توصلنا إلى مجموعة من النتائج نذكرها فيما يلي: -أن مؤسسة اتصالات الجزائر تستخدم كل الوسائل الاتصالية لتحسين الفعالية التنظيمية سواء كانت كتابية أو شفهية، والمتمثلة في: التعليمات والأوامر، المراسلات الإدارية، الإعلانات الحائطية، التقارير والمذكرات، المقابلة الشخصية، الهاتف. في حين وجدنا أن استعمال الوسائل الإلكترونية محدود داخل المؤسسة. -شكل الاتصال الغالب داخل مؤسسة اتصالات الجزائر هو الاتصال الرسمي، وبالخصوص الاتصال النازل. -كذلك وجدنا أن مهارات الاتصال مطلوبة داخل مؤسسة اتصالات الجزائر من أجل تحسين الفعالية التنظيمية. -في حين وجدنا أن العقبات التنظيمية التي تعيق الاتصال هي تلك العوائق النابعة من الأفراد داخل التنظيم.