صناعة البرامج الوثائقية البيئية بين الإعلام التقليدي و الإعلام الجديد

Abstract

تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على الأفلام الوثائقية وتحديد هويتها، فهي تخلو من الهزل، تحاول إعلام المتلقي بأمر ما، إذ أن صناعة الأفلام تحتاج إلى قاصٍ و ليس صحفي فقط. تستخدم الأفلام الوثائقية الواقع كمادة خام لها، وتعالج مختلف المواضيع بواقعية، فتطرق قلب المشاهد وتأسر عقلهبفضل الملكات الإبداعية والفنية للمخرج، وتسييره للعمل مع باقي فريق التصوير والإنتاج. تتفاعل الأفلام الوثائقية مع الواقع، و تحكيه، و تتناقش مع أطراف عدة لها علاقة بالموضوع المصور، كما تعتبر الجمهور أحد الأطراف المشاركة في الأفلام، و ذلك عن طريق مشاهدتها و الاهتمام بمحتواها؛ فهذا النوع من الأفلام لا يعرف الكذب أو الخيال. إن أهمية الأفلام الوثائقية مرتبطة بالجمهور المتلقي، و قد انصب اهتمام صُنَّاع الأفلام على هذا الجمهور، كونه مصدر شعبيتها و انتشارها. تتماشى الأفلام الوثائقية مع تطورات العصر، فمنذ ظهورها وإلى اليوم حدثت تغيرات جمة في شكلها ومحتواها وانقسمت إلى أفلام وثائقية تقليدية وأخرى حديثة، وذلك تماشيا مع الوسائل الإعلامية التقليدية و الجديدة. فالفيلم الوثائقي التقليدي هو الفيلم الذي يسرد و يروى بصوت جهوري عميق، و مناقشة أعمق، وصور توضح مضامينه و موسيقى تتناسب و الموضوع، كما يعتمد على المؤثرات الصوتية، فينجذب اهتمام المشاهد و يتأثر به . أما الفيلم الوثائقي الجديد، فقد تطور بتطور وسائل الإعلام ومتطلبات العصر وظهور الإنترنيت، فأصبح يسرد بشكل بسيط بعيد عن العمق، و يحمل على شكل فيديوهات تأخذ مساحة معينة على شبكة الإنترنيت، و على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوكويوتيوب، و عبر الهواتف الخلوية، كما تشاهد هذه الأفلام أيضا على شاشة التلفزيون الرقمي والتفاعلي. تنوعت أشكال الأفلام الوثائقية وتعددت، منها التاريخية التعليمية والبيئية، هذه الأخيرة التي تطورت حالها حال بقية الأنواع الأخرى مع تطور وسائل الإعلام عبرالزمن، فقد برزت أكثر عبر التلفزيون منذ القدم، وإلى غاية اليوم فهي تتحدث عن أنظمة الحياة والطبيعةو دور البشر في هذا النظام وتأثيره عليه، وهكذا توسع نطاق المشاهدات لهذا النوع من الأفلام وانتشر عبر العالم.