Résumé:
أفرزت نهاية الحرب الباردة جملة من التحديات على صعيد تحقيق الأمن والاستقرار ، مؤثر ة بذلك على دور الدولة وعلاقتها ببيئتها الداخلية والخارجية خاصة في ظل تنامي النزاعات كما وكفا ،لتصبح قضية فشل وضعف الدولة في مرحلة ما بعد الاستعمار على سلم أولويات قضايا العلاقات الدولية. من هذا المنطلق تهد هذه الدراسة إلى تقديم لمحة حول مختلف الاستراتيجيات المرتبطة ببناء الدولة في الوطن العربي في مرحلة ما بعد الحرب الباردة ، وآثارها وانعكاساتها الداخلية والخارجية ، لاسيما في ظل فشل الاصلاحات الوطنية وتنوع التدخلات الخارجية. وقد خلصت الدراسة إلى نتيجة رئيسية مؤداها أنه مثلما تتداخل العوامل الخارجية
والداخلية المؤدية لفشل الدولة كذلك أيضا تتداخل في عملية البناء ، فهذه الأخيرة نتاج للتفاعل بين العديد من المتغيرات والمحددات الداخلية والخارجية،يرتبط بعضها بظرو تاريخية معينة أصبحت الدولة العربية على إثرها تعاني خللا وظيفيا ،الأمر الذي أدى إلى نشوب صراعات داخلية وبينية وجدت فيها القوى الخارجية المتنافسة بيئة خصبة وثغرة تستثمرها كأدوات وأطر تحقق من خلالها مصالحها،خاصة وأن الوطن العربي يتميز بوجود انقسامات طائفية وعرقيات متناحرة ترأسها أنظمة سياسية يغيب عنها الطابع القومي الحقيقي ، قامت من خلال سياساتها على تثبيت التمايزات الطائفية التي أدت بدورها لخلق أزمة ثقة بين الحكام والمحكومين ، ونتيجة لعدم قدرتها على تأدية وظائفها بفاعلية وتوظيف قدراتها المؤسساتية لتحقيق التنمية وترشيد السلوك السياسي للأفراد وتكريس المواطنة والمساواة والمشاركة بين مختلف الجماعات تنامت الولاءات الفرعية على حساب الولاء الوطني، وأصبحت عملية البناء رهنا للأزمات التي تتخبط فيها تلك الدول.