Résumé:
تندرج الدراسة في إطار البحث في إشكال من الإشكالات التي يطرحها الإعلام الجديد في علاقته بوسائل الإعلام في بيئة إعلامية يبدو أنها أكثر حرية، ويتمثل أساسا في مدى الالتزام بأخلاقيات المهنة التي من شأنها أن تضفي صفة المهنية على الممارسة الإعلامية سيما في مجال الإعلام الجديد الذي يتباين في خصوصياته وأشكاله.
وقد تم التركيز على دراسة حالة صحيفة البلاد الجزائرية لعدد من الاعتبارات أبرزها أن صحيفتها الإلكترونية تحتل المرتبة الأولى ضمن الصحف الإلكترونية الأكثر تصفحا في الجزائر، وذلك بغرض محاولة معرفة مدى التزامها بأخلاقيات الممارسة الإعلامية في استخدامها لوسائط الإعلام الجديد، متمثلة في صحيفتها الإلكترونية وصفحتيها على فيسبوك وتويتر.
وبعد الانتهاء من البناء الإشكالي والمعرفي لموضوع البحث والاستفادة سيما من التشريعات الإعلامية ومواثيق الشرف والدراسات السابقة، تم ضبط الإجراءات النهائية لدراسة حالة صحيفة البلاد، حيث استخدمت الدراسة أداتي الملاحظة وتحليل المضمون لتتبع ودراسة مختلف المواد الإعلامية المنشورة عبر الصحيفة الإلكترونية وصفحتي فيسبوك وتويتر، مستندة على ست فئات رئيسية تتفرع إلى مبادئ ومؤشرات في محاولة للإحاطة قدر الامكان بأبعاد الموضوع، أما فيما يخص اختيار العينة، فتم الاعتماد على نوعين من العينة وهما عينة الأسبوع الصناعي بالنسبة للصحيفة الإلكترونية والعينة الطبقية المنتظمة بالنسبة لعينتي فيسبوك وتويتر.
وقد توصلت الدراسة إلى تسجيل جملة من التجاوزات سواء عبر الصحيفة الإلكترونية أو فيسبوك أوتويتر أغلبها كانت متصلة بعدم احترام المعايير المهنية: الموضوعية والدقة والمصداقية، تليها المبادئ المتعلقة بنبذ الإرهاب، الامتناع عن التحريض عن الجريمة ومكافحة الفساد، في حين جاءت باقي التجاوزات الخاصة بالأخلاقيات تجاه المجتمع أو الدولة أو الأفراد أو تجاه المبادئ الإنسانية أوالإعلان محدودة وتتفاوت فيما بينها، كما توصلت الدراسة إلى أن الصحيفة الإلكترونية هي الأكثر تجاوزا لأخلاقيات المهنة مقارنة بصفحة فيسبوك وتويتر، ذلك أن هذين الأخيرين لم يسجلا في بعض الفئات أي تجاوزات أخلاقية، على عكس الصحيفة الإلكترونية التي كانت على مستوى عدد أكبر من الفئات.