Résumé:
تتناول هذه الأطروحة موضوع التنافس الإيراني التركي على زعامة الشرق الأوسط، على اعتبار أنه تنافس متجذر يعود إلى القرن السابع عشر، وقد تجدد بشكل واضح منذ سنة 2011 على إثر أحداث ما عرف بـ "الربيع العربي". إذ في ظل وجود مشروع إيراني لزعامة الشرق الأوسط ممتد منذ عصر الشاه، برز اهتمام تركيا المتزايد بالمنطقة وخاصة منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002، وما صاحبه من بناء للقوة بنوعيها الصلب والناعم، مما أدى إلى تصاعد حدة التنافس بين الدولتين حول النفوذ والزعامة في المنطقة. إن هذا التنافس الذي يتغذى من الماضي الإمبراطوري للدولتين، والذي طال أداء وظائف مرتبطة بدور الزعيم على رأسها توفير الأمن الإقليمي، تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية إلى جانب الوساطة في حل النزاعات، قد وُظفت فيه مختلف الأدوات الناعمة والصلبة من قبيل الشعبوية وجاذبية الزعماء، الحلفاء الأيديولوجيين والسياسيين وحتى الوكلاء العسكريين، وكل ذلك قصد حشد الأتباع وتحصيل قبول دول الجوار الإقليمي والقوى الدولية الفاعلة.