Résumé:
نظرا لأهمية الأسلوبية في إبراز السمات النوعية المميزة للنصوص الأدبية عموما والسردية خصوصا، فإن هذه الدراسة مقاربة أسلوبية لإحدى الروايات الجزائرية، والتي وُسِمت بـ"أسلوبية الرواية بين الحضور والغياب (مقاربات أسلوبية لرواية "حضرة الجنرال"لكمال قرور)"، من خلال معالجة الإشكالية الآتية: هل تشتمل هذه الرواية على السّمات الأسلوبية للكلمة الروائية كما حددها علم أسلوب الرواية، أم أن تلك السمات غائبة فيها؟
وتهدف هذه الدراسة إلى تحقيق غايات عديدة، منها: التمييز بين الاتجاهات الأسلوبية الأخرى وأسلوبية الرواية، والتعرف على بعض مميزات الرواية الجزائرية المعاصرة من خلال دراسة أحد نماذجها، واستخراج أهم مظاهر التعددية اللغوية والصوتية فيها بالاعتماد أساسا على المنهج الوصفي والاستعانة بالمنهج التحليلي عند الحاجة.
وتضم هذه الدراسة مقدمة وأربعة فصول؛ فصل نظري، وثلاثة فصول تطبيقية، وخاتمة، حيث تطرق الفصل النظري الموسوم بـ"مصطلحات ومفاهيم" إلى التعريف بأهم المصطلحات المتعلقة بالموضوع، فتناول مفهوم الأسلوب،والأسلوبية، وأهم اتجاهاتها ومقولاتها، وكذلك عرّف بالرواية عموما،وعرض أهم مقومات الرواية البوليفونية خصوصا؛ لأن المدونة موضوع الدراسة رواية بوليفونية، وقد خُتم هذا الفصل بالتطرق إلى أسلوبية الرواية، مبينا الأصالة الأسلوبية للرواية، وأشكال الوحدات الأسلوبية فيها.
أما الفصل التطبيقي الأول الموسوم بـ "التنويع في البنية الروائية لرواية "حضرة الجنرال"، فقد تناول مفهوم الاستهلال، وعرض أنواع الاستهلال الروائي؛ ثم درس أشكال الاستهلال في رواية "حضرة الجنرال"، والتي كانت ثلاثة أنواع: الاستهلال البدئي، والاستهلال المقطعي، والاستهلال الموسع، ثم تطرّق إلى الرؤية السردية فعرّف بها وبأنواعها، ثم عرض أشكال الرؤية السردية في الرواية، والتي كانت ثلاثة: الرؤية الداخلية الثابتة، والرؤية الداخلية المتغيرة، والرؤية الداخلية المتعددة، وبعدها انتقل إلى دراسة الشخصية عموما والروائية خصوصا، فعرّفبها، ثم تناول أصنافها في الرواية، والتي كانت كالآتي: الشخصيات المرجعية/ الإحالية، والتكرارية/ الاستذكارية، والواصلة/ الإشارية، والشخصيات المدورة والمسطحة.
بينما تناول الفصل التطبيقي الثاني الموسوم بـ"تجلي الحوارية في رواية "حضرة الجنرال" مفهوم الحوار والحوارية، وعالج قضية الحوارية في الرواية، ثم درس أشكال الحوارية في رواية "حضرة الجنرال"، والتي تمظهرت من خلال الحوارات الخالصة الصريحة،والتهجين، والأسلبة، والتنويع، والمحاكاة الساخرة.
أما الفصل التطبيقي الثالث الموسوم بـ "انفتاح النص الروائي لرواية "حضرة الجنرال" فقد عرّف بالتناص وآلياته وأشكاله، ثم عرّج إلى دراسة أنواع التناص في الرواية وهي: التناص الأدبي، والتناص الديني، والتناص مع الموروث الشعبي، والتناص التاريخي.
وقد ختمت هذه الدراسة بمجموعة من الاستنتاجات أهمها ما يأتي:
- إن الاتجاهات الأسلوبية المعروفة قد اهتمت بالخطاب الشعري، أما أسلوبية "باختين" فقد اهتمت بالخطاب الروائي، ومظاهر التعدد اللساني والصوتي فيه؛ لأنه يرى أن الوحدات الأسلوبية للرواية تتميز باللاّ تجانس الناتج عن ذلك التعدد.
- لقد شهدت رواية حضرة الجنرال تنوعا، وتعددا صوتيا خصّ البنية، والذي تجلى من خلال الاستهلال، والرؤية السردية، والشخصيات، كما تميزت بالحوارية الداخلية والخارجية التي تمظهرت من خلال مختلف أشكال الحوارية فيها، وكذلك عبر التناص بمختلف أنواعه.
وعليه يمكن القول إن السمات الأسلوبية التي حددها علم أسلوب الرواية حاضرة في رواية "حضرة الجنرال" للروائي الجزائري "كمال قرور"، ومن ثم فهي رواية بوليفونية حوارية.
