Résumé:
ناولت هذه الدراسة موضوعا تحت عنوان "علاقة العوامل الاجتماعية بالفوبيا المدرسية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية من وجهة نظر الأساتذة".
إذ تعتبر الفوبيا المدرسية إحدى المشكلات التي تشكل مصدرا من مصادر الضيق الأسرة، فهي تؤثر على نفسية الطفل ونموه فهي عبارة عن دراسة الخوف الشديد والرهبة التي تتملك الطفل اتجاه المدرسية فهي خوف غير منطقي لا يستند لأساس واقعي، تؤدي بالفرد الذي يعاني منها إلى معرفة أنه لا شيء يهدد حياته، ومع ذلك يشعر بالخوف اتجاه هذا الموقف الذي ليس به خطر وبالتالي يتجنب المواقف المخيفة في حين تعتبر العوامل الاجتماعية (الأسرية، المدرسية) بسبب من أسباب ظهور الفوبيا المدرسية لدى التلميذ، وعلى هذا الأساس تناولنا هذا الموضوع الموسوم بـ" علاقة العوامل الاجتماعية بالفوبيا المدرسية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية"، وهذا بهدف معرفة أثر علاقة هذه العوامل بالفوبيا المدرسية باعتبارها سببا في خوف التلميذ وفشله وعدم تكيفه في المدرسة وقد حاولت الدراسة الإجابة على مجموعة من التساؤلات تتمثل في التساؤل الرئيسي التالي:
- ما علاقة العوامل الاجتماعية بالفوبيا المدرسية لدى تلاميذ؟
وقد انبثق عن هذا التساؤل تساؤلين فرعيين هما:
- ما علاقة العوامل الأسرية بالفوبيا المدرسية؟
- ما علاقة العوامل المدرسية بالفوبيا المدرسية؟
إن هذه الأسئلة كانت محاور رئيسية لاستمارتنا التي تم تطبيقها مع 30 أستاذا وأستاذة يشتغلون بابتدائية "شمشم يوسف" بتاسوست ولاية جيجل، وقد تم تقسيم الدارسة إلى بابين:
الباب الأول نظري ويتضمن أربعة فصول والباب الثاني ميداني ويتضمن ثلاثة فصول، وهذا بهدف التحقق من فرضيات الدراسة حيث انطلق البحث من فرضية عامة مفادها: " تؤثر العوامل الاجتماعية على الفوبيا المدرسية"، ولأجل تحقيق أهداف الدراسة المتمثلة في الكشف عن أبرز العوامل الاجتماعية (الأسرية، المدرسية) التي أدت لظهور الفوبيا المدرسية، وكذا الكشف عن الأسباب التي أدت إلى ظهورها ومن جانب آخر تقديم طرق الوقاية من الفوبيا المدرسية وعلاجها عند التلاميذ، ومن أجل تحقيق هذه الأهداف تم تطبيق المنهج الوصفي التحليلي باستخدام مجموعة من الأدوات البحثية لجمع البيانات (الاستمارة، المقابلة، الملاحظة) بعض السجلات والوثائق، تحليل البيانات التي تم جمعها من الميدان استخدمت من الباحثتان أسلوب التحليل الكمي وأسلوب التحليل الكيفي.
ويعد تحليل البيانات الكمية المتحصل عليها من الميدان ومناقشة نتائج الدراسة في ضوء الفرضيات وفي ضوء الدراسات السابقة توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها:
- عدم تهيئة الوالدين للتلميذ نفسيا لدخول المدرسة لأول مرة يجعله يخاف من المدرسة.
- الإفراط الزائد في الاعتماد على الأم يجعل التلميذ يخاف من المدرسة.
- عدم مرافقة احد الوالدين للتلميذ عند ذهابه إلى المدرسة يشعره بالخوف.
- تهديد التلميذ من قبل أسرته بتلقي العقاب عند ارتكابه أي خطأ يجعله يخاف من المدرسة.
- وجود تردد في إجابات بعض التلاميذ بسبب نقص ثقتهم في أنفسهم وخوفا من التنمر من طرف زملائهم والضحك عليهم.
- تخوف الوالدين للتلميذ من الفشل في الامتحان يجعله يخاف من المدرسة.
- القسوة في معاملة الوالدين للتلميذ تجعله يخاف من الذهاب إلى المدرسة.
- الشجارات داخل الأسرة تؤدي بالتلميذ للخوف وعدم الذهاب إلى المدرسة.
- أسلوب الأستاذ في التدريس والمعاملة القاسية من طرف الوالدين للتلميذ يجعله يخاف من المدرسة.
- عدم إشباع حاجات التلميذ (الاجتماعية والتعليمية) داخل المدرسة من أسباب نشأة حالة الخوف لدى التلميذ.
- التعرض للإيذاء والسخرية من الزملاء سبب في ظهور الخوف عند التلميذ.
- ضعف التحصيل الدراسي للتلميذ من أسباب التردد في الذهاب إلى المدرسة، وفي النهاية تم عرض بعض القضايا التي أثارتها الدراسة والتي تحتاج إلى مزيد من البحث