Résumé:
لأسرة هي البيئة الأساسية التي ترعى الطفل، و تضم على أقوى المؤثرات التي توجه نمو طفولته، فالطفل يتأثر بأمه وأبيه ويؤثر فيهم أيضاً حيث تبدأ حياته بعلاقات بيولوجية حيوية تربطه بأمه، وتقوم في جوهرها على إشباع الحاجات العضوية كالطعام والنوم والدفء، ثم تتطور هذه العلاقات إلى علاقات نفسية قوية.
تعتبر العوامل الأسرية من العوامل المؤثرة على التحصيل الدراسي للطفل، فالمشكلات الأسرية التي تنتج عن عدم التفاهم وفقدان الانسجام بين الوالدين قد تؤثر على دراسة التلميذ، فالجو العائلي الذي تسوده الخلافات أو المشاكل العائلية كالطلاق والتفكك يؤدي إلى الاضطرابات العاطفية التي تؤدي إلى عدم الاستقرار والاطمئنان.
وهذا من شأنه خلق اضطرابات نفسية عند التلميذ ويؤثر على إقباله واستيعاب المواد الدراسية وبالتالي تحصيله الدراسي عكس التلميذ الذي يعيش في جو عائلي يسوده الاستقرار والاطمئنان والتفاهم، فهذا الجو يشجع التلميذ على الدراسة وتحضيره واستعداده للتعليم وقدرته على الاستيعاب وفهم المواد الدراسية وبالتالي يكون تحصيله الدراسي جيدًا وكبيرًا.
التوافق الأسري الجيد مؤشر إيجابي ودافع قوي يدفع التلاميذ إلى التحصيل من ناحية ويرغبهم في المدرسة ويساعدهم على إقامة علاقات متناغمة مع زملائهم ومعلميهم من ناحية أخرى، بل ويجعل العملية التعليمية خبرة ممتعة وجذابة والعكس صحيح.
التلاميذ الذين ينشأون في أسرة مفككة أو تعاني من عدم التوافق يعانون من التوتر النفسي ويعبرون عن توتراتهم النفسية بطرق متعددة، كاستجابات التردد والقلق والعنف في اللعب، والأنانية والتمركز حول الذات وفقدان الثقة بالنفس وكراهية المدرسة والهروب منها واضطرابات سلوكية مثل اللجاجة وقضم الأظافر والإنسحابية والسرحان والخجل والشعور بالنقص، وتنعكس كل تلك المشكلات بالطبع في انخفاض التحصيل الذي هو جوهر عملية التعليم.