Résumé:
لطالما ارتبطت ظاىرة الرأي العام في نشأتها وتطورىا بالظروف الثقافية والاجتماعية والسياسية للمجتمع الممثل لها.من جانبها وسائل الاتصال كانت ولازالت تلعب الدور الفريد في تشكيل الرأي العام والتأثير عليو .وبالرغم من أن جل المفكرين السياسيين يرون أن ىذه الظاىرة ىي ملك خاص للمجتمعات التي تمتع بالمشاركة السياسية من قبل جميع التيارات أي الديمقراطية،إلا انو لا يمكن نفي وجود رأي عام في المجتمعات الغير ديمقراطية خاصة في ظل تكنولوجيا الاتصال .فقد أدى اندماج تلك الأخيرة مع العمل السياسي إلى إيجاد آليات وطرق عمل جديدة لممارسة العمل السياسي، فيما عرف بالديمقراطية الرقمية والتي تعد نتاج للتكامل بين قيم وجوىر الديمقراطية – كمفهوم سياسي واجتماعي وتكنولوجيا الاتصالات – كآلية ووسيلة لتعزيزىا– . في دولنا العربية أحدثت تكنولوجيا الاتصال انتشار لقوة السياسية داخل المجتمع من قبل فاعلين خارج نطاق النظام السياسي وانتشار نمط جديد من العلاقة بين الحاكم والمحكوم وبين النخبة والجماىير.كما فقدت الدولة بموجبها السيطرة على سياسيتها الإعلامية والقدرة على تعبئة الرأي العام بمفردىا من خلال الإعلام الرسمي الموجو.وقد تجلى ذلك في الدور الذي أصبح يلعبو الفرد العربي عبر استخدامو لوسائل الإعلام الالكتروني ( مواقع التواصل الاجتماعي :الفايس بوك تويتر– -يوتيوب، المدونات السياسية،. ..الخ) كنوع من الرقابة على الأداء الحكومي، ومكافحة الفساد وممارسة الضغط على الحكومة والتأثير على الرأي العام وصانعي القرار السياسي . الأمر الذي ساعد في تح ويل الرأي العام العربي من رأي عام كامن إلي رأي عام معلن . قياس ا على الحالة المصرية يمكن القول أن الانترنت باتت إحدى القوى السياسية غير التقليدية على الساحة السياسية المصرية التي أحدثت -في ظل توافر ظروف معينة -نوع من الحراك السياسي. فقد لعب النشاط الالكتروني لمجموعة من الشباب عبر موقع "الفايس بوك "الدور البارز في عملية التعبير عن الآراء المختلفة للمجتمع (إضراب الكتروني).فالشباب 2008 افريل 8 المصري بدون رقابة وبدون قيود والتي بلغت ذروتها في إضراب المصري الذي عان من الاغتراب والكبت السياسيين والاجتماعيين وجد ملاذه للخروج منها في وسائل الإعلام الالكتروني كمصدر لتعبير والتغيير بل والمساهمة في إسقاط النظام السياسي الحاكم.