Résumé:
ر ك زت ال د راسات الأسلوب ي ة على عنصر الاستعمال ال ل غوي في ال ن صوص الأدب ي ة بوجه عام وال ش عرية بوجه
خا ص ، والذي يُ ق ق جمال ي ة وفن ي ة العمل الإبداعي، و من هذا المنطلق أصبح الانزياح أهم بؤرة ت ف ج رُ الدلالة و
تح رك ال ل غة الشعرية و تو ل دها. فالانزياح ينتج عن كل تص رف أو خروج عن الاستعمال المعياري العادي ل ل غة إلى
الاستعمال ال ش عري الجمالي الذي يخرق مثال ي ة ال ل غة المألوفة، فالجمال ي ة بذلك لا تتح ق ق إلا ا بإخراج الكلمات
المعجم ي ة ال ثاابتة عن مواضعها الأصل ي ة.
و مصطلح الانزياح ليس مصطلحا عرب ي ا خالصا، بل هو مصطلح أوفدته رياح ال ثاقافة الغرب ي ة ضمن ما وفد
من أفكار و نظريات على ال س احة ال ن قدية العرب ي ة، و نظرا لعدم ترسيخ مصطلح واحد يقابل مفهوم الانزياح و
ا ت فاق ال ن قاد على استخدام هذا الأخير، فقد شهد هذا المفهوم مقابلات مصطلح ي ة كثيرة تصل إلى حوالي ستين
06 ( مصطلحا، منها: الخرق، الانتهاك، الانحراف، المفارقة ...إلخ. و ما بجدر بنا ال ت نبيه إليه في هذا المقام هو أ ن (
هذا المصطلح قد لقي من التع د د و الاختلاف في البيئة الغرب ي ة ما لاقاه في البيئة العربية، و لقد تعاد دت المرجعيات
و الأسس التي بنى عليها الانزياح مفهومه، فقد كان له حضور في ال تّا ال ناقدي والبلاغي العربي، و يتج لاى ذلك
من خلال مظاهر و ممارسات عاد ة يمكن أن نجمعها في ما يلي:
تمييزهم بين ال ش عر باعتباره ف ن ا أدب ي ا جمال ي ا متم ي زا، و بين ال ن ثر كخطاب نفع ي تعليم ي في الغالب.
ال ت مييز بين المجاز الذي يعمل على مباعدة المعنى لمقتضى الظاهر و إعمال الخيال في اكتشاف ال ل غة ال ش عرية،
و بين الحقيقة كتعبير لغوي متاح يروم الوضوح، و يك رس سهولة العمل ي ة ال ت واصل ي ة بالدرجة الأولى.
اعتدادهم بفكرة ال ض رورة ال ش عرية، باعتبارها سمة من سمات لغة ال ش عر، و فيها يُتاح لل ا ش اعر استغلال
إمكان ياات ال ل غة في تشكيل لغته ال ش عرية الخا ا ص ة المتح ررة من القيود.
وكان لهذا المبحث الأسلوبي (الانزياح) الأثر الكبير على المشتغلين في الحقل الأسلوبي، حيث استطاع
الانزياح استقطاب اهتمام كثير من الباحثين في الخطاب ال ن قدي العربي الحديث، بالاعتماد على المرجعية الغرب ي ة
لهذا المفهوم، لت ف ر د له بذلك مباحث و دراسات كاملة، تُشيد بأه يته و دوره في إماطة ال ل ثام عن إمكانيات ال ل غة
ال ش عرية و جمالياتها، و كان من هؤلاء الدارسين: عبد السلام المسدي، أحمد ويس، صلاح فضل، كمال أبوديب،
و غيرهم كثير.
خاتمة
-831-
كما كان لمفهوم الانزياح حضور في التّا البلاغي و النقدي الغربي، خاصة ما يتع لاق بمصطلح ال ت غيير
الذي ورد في كتاب "ف ن ال ش عر" لأرسطو، إضافة إلى تج ل ي مفهومه في كتابات ر اواد البلاغة الكلاسيكية الغربية
على غرار: فونتانييه و ديمارسيه ال ل ذان تطر ق ا إلى جمال ي ة ال ل غة المجازية و انزياحها عن ال ل غة الحقيق ي ة.
ليشهد بعدها النقد الغربي الحديث ذروة نضج مفهوم الانزياح، الذي انتشر لدى الدارسين الغربيين انتشار
ال ن ار في الهشيم، فقد عرف إقبالا كبيرا من طرف ال ل غويين و ال ن قاد و تعاد دت وجهات نظرهم حول هذا المفهوم
على غرار: بول فاليري، ليو سبيتزر، رومان جاكبسون، ميشال ريفاتير و جون كوهين.
كما أن دراستنا لظاهرة الانزياح وفق أشكاله المتعددة في الخطاب ال ش عري المعاصر، أثمرت جملة من ال ن تائج
التي ت اوجت هذا العمل و لع ا ل أه اها:
صعوبة تحديد طبيعة المعيار الذي ينتج عنه الانزياح ومن ذلك صعوبة تحديد درجة الانزياح.
لا يعتبر كل خروج عن المألوف انزياحا، فانتفاء شرط تحقيق ال س مة الجمال ياة الفن ي ة فيه يجعله في باب الخطأ و
ال ناشاز، و بذلك يسقط عنه الخاص ي ة الأسلوب ي ة ال د لال ي ة التي تهدف إلى ال ت أثير في المتل ق ي.
يُ ش ك ل ال ن ص ال ش عري الفضاء الخصب الذي يتج ل ى فيه الإبداع بطريقة ملفتة للانتباه، و لذلك اهتام ت
ال د راسات ال ن قدية الأسلوبية الغرب ي ة منها و العرب ي ة على رصد الانزياح فيه في المقام الأول، باعتباره مرجع ي ة
جمال ي ة خا ص ة تؤ س س لنسيج لغو ي متف رد.
البلاغة كانت المحتضن الأا ول لمفهوم الانزياح في ال تّا العربي و الغربي على حد سواء من خلال استعمال
مصطلحات تحيل على ذلك، كمصطلح المجاز في البلاغة الكلاسيك ي ة الغربية، ومصطلح الالتفات، ال ش جاعة
الأدبية، العدول، الا ت ساع، و غيرها كثير في التّا البلاغي العربي.
يصل الانزياح التّكيبي في ال ل غة ال ش عرية عند محمود درويش في ديوانه "لماذا تركت الحصان وحيدا ؟"، عن
طريق تقنيات عديدة لعل أهها:
*ال ت قديم و ال ت أخير: و هو مبحث تشتّك فيه البلاغة و الأسلوبية و يعمل على زحزحة الكلمات في التّكيب
اللغوي عن رتبها الأصلية لغرض دلالي أو ف ن .
*الحذف: و الذي يقصد به إسقاط لفظ أو جملة أو حرف من التّكيب و بذلك يلفت انتباه القارئ إلى الفراغ
الذي تركه هذا الحذف، و بذلك توكل إليه مهمة إظهار ما تم إضماره.
خاتمة
-
*كما يعد الالتفات سمة تركيبية جمالية، تضفي حيو ي ة و دينام ي ة على التّكيب من خلال ال تا ح ول بال ص يغ و
ال ا ض مائر و الأزمنة.
*يؤاد ي الانزياح الاستبدالي و المتع ل ق بجوهر المااد ة ال ل غوية إلى تشتيت الاد لالة و تغييرها عن طريق المجاز و
الاستعارة و ال تاشبيه.