Résumé:
واحتكاما إلا منطق الأشياء فإنّ لكل مسير مصيرا، ولكل بداية نهاية، ولكل مقدّمة خاتدة، ىانحن قد
أشرفنا علي خاتدة بحثنا ىذا، ولم يبق لنا إلا أن نحوصل النّتائج الّتي توصّلنا إليها، والّتي كانت كالتالي.
دراسة الدعاجم موضوع جوىري داخل الحقل اللّغوي بحكم الدكانة العامّة التي تلعبها في حفظ اللّغة وحصرىا
وإخراجها في أجمل ىيكل مبسط و ميسّر.
و العربية من أفضل اللّغات العالدية حتّّ وإن قيل فيها اليوم غير الذي نقول، فمن خلال تتبّعنا لقضيّة
التّدوين وجدنا أنّها لغة عريقة عُرف التّدوين فيها على ماىو ظاىر قبل لريئ الإسلام بكثير.
ثمّ توصّلت أيضا إلى أنّ جمع اللّغة العربية كان متأخّرا نوعا ما، بسبب اىتمام العرب بالدشافهة علي
حساب التدوين إذ لم يدركوا باكرا أن اللّغة إنّّا تحفظ وتصان بالكتابة والدشافهة معا.
ولدا جاء التّدوين على رغم تأخّره لم يجئ حُ بّا في ذاتو، بل كان من أجل حفظ القرآن و السّنّة، عليو فإنّ
العلماء الذين جمعوا اللّغة لم يكن ىذفهم العربية بعينها، بل كان حفظ كتاب الله وحديث رسولو ، ولو علموا
لأدركوا انّ بحفظ اللّغة يحفظ القرآن و تابعو ويبقى فهم النّاس لو على الطّريقة الصّحيحة الأصيلة.
وأوصلنا بحثنا ىذا أيضا إلى أنّ كتب غريب القرآن وغريب الحديث معاجم أولية حيث كانت تشرح
الغريب وتقرب البعيد من الأدىان وىو تداما ما تفعلو الدعاجم العلمية اليوم غير أن الاختلاف يكمن في الذدف
والدنهج.
وما كتب النوادر والدعاجم ذات الدوضوعات الواحدة أو الدتعدّدة عنها ببعيد، فهي أيضا و ض عة من أجل
تبسيط اللّغة وتيسيرىا ، وجمعها وحصرىا ،حتي ولو رآىا بعض النّقاد قديمة لا تخدم العربية اليوم في شيء .
وتوصّلنا أيضاّ إلى أن الخليل بن أحمد لم يكن بدعا من سابقيو حيث أن فكرة جمع اللّغة وحصرىا كانت
م وجودة عند العرب مند القديم والذي فعلو الإتيان بمنهج لسالف للمعروف فصار قدوة وإماما.
وعموما ، فالتراث العربي زاخر بالدصطلحات العلمية ، والعربية ليست لزصورة في قريش أو ىديل أو في
شبو الجزيرة العربية ، بل إنّنا نعتقد أنها تدتد لتشمل كلّ الفضاء الجغرافي، والعرقي لدا يسمى باللّغات السّامية وكنّا
الخاتمة
89
استشهدنا بحديث الأحرف السّبعة مسبقا لتأكيد أنّ العربية واسعة مراميها، بعيدة دلالاتها تتطاوع معك إن أنت
أردت أن تطوّعها.
وتوصّلنا أيضا إلى أنّ الدعاجم في الحقيقة لاتحصر اللّغة ولا تحدّىا، فلا يمكن للشيء الجامد أن يحصر
الشيء الحي ، فاللّغة تنموا وتتطوّر كما يتطوّر البنيان ، وأماّ الشيء الإيجابي في ىذا: أنّ العرب قديما كانت لا
تركن إلى السّهل من الأمور، ويتّهمون لغتهم بالجمود وعدم العلمية، بل سعوا إلى إنتاج مصطلحاتها من داخلها
وما استعاروا من اللّغات المجاورة على رغم تطوّر ىذه الأخيرة إلاّ قليلا أو نادرا، وأمّا اللّفظ الدستعار فقد كنت
لاتكاد تعرفو من اللّفظ العربي الفصيح . وىذا لأنّ القدماء لم ينبهروا بلغات غيرىم كم انبهرنا ، وإن كانوا تأثروا
بها كما تأثرنا، إلاّ أنّهم أدركوا أنّ لغتهم لاتقلّ عن ىذه اللّغات شأنا، فلم يعجبوا لذا كما عجبنا.
وإن كان لابد للبداية أن تختم بنهاية فنهاية بحثي ضرورة توجيو بصائر النّاس وأبصارىم إلى التّعمق في اللّغة
قراءة ودراسة وتحليلا، من أجل ال رقي بها إلي مصاف اللّغات العالدية، وىذه رسالة إلى كلّ عربي ، علينا بالبحث
العميق في لغتنا والرّقي بها إلى مصبّ العلمية والعالدية، لأنّو لن نسموا و لن نوصف بهذه الأخيرة إلاّ إذا كنّا
منتجين للعلوم بلغتنا، وما كلامي ىذا عن التراث إلاّ كدمعة سقطت في بحر. ورجا ؤنا من الله في الأخير أن يعيد
أمّتنا إلى العلم وييسّر لنا طريقنا فيو وما ذلك عليو بعزيز.