Résumé:
الرواية الجزائرية المعاصرة عرفت انتشاراً وتطوراً ليس له حدود، وهذا بفضل أقلام روائية
جريئة تمرَّدت على كل ما هو تقليدي وتخطت المألوف والسائد لتعالج القضايا والمواضيع بأسلوب جديد ومختلف،
من خلال المساهمة في إثراء الرواية بذلك الزخم العجائبي، الذي يزيد من عمق الدلالة والإيحاء ويضفي عليها
الطابع الفني الجمالي. حيث يعد الخطاب العجائبي من أكثر الخطابات الأدبية تعقيداً والتباساً، فرغم ظاهره الموحي
بانشقاقه عن الواقع وبعده عن جميع ملابساته، فإنه الوسيلة الأنجع لفضحه والتعالق معه وكشفه، وهي بهذا تؤدي
إلى حد كبير دوراً بديلاً عن التراجيديا والكوميديا بمفهومها القديم.
إنَّ تجلي العجائبي في الرواية الجزائرية المعاصرة نتيجة طبيعية لجملة من التحولات التي وجد الإنسان نفسه
راضخا تحت تأثيرها، ولذلك فأحداثها تبدو أكثر من مجرد أحداث صعبة الوقوع، وشخصياتها تبدو أكثر من مجرد
شخصيات مهووسة، وتأسيساً على ذلك يمكن إجمال النتائج التي توصل إليها البحث فيما يلي:
إنَّ تعدد التعبيرات والمفردات التي ولَّدها العجائبي، قد شكَّل سببا من أسباب غموض هذا المصطلح، الأمر
الذي أوقع القارئ في التباسات المعنى والفهم، ولعل ذكرنا لبعض المصطلحات التي قصد من خلالها التعبير عن
العجائبي، قد قدم خلاصة التحولات التي مرَّ بها ورصد وقائع تبلوره وصياغته بغية الوصول إلى تشكيل هوية
خاصة به تميزت عن غيره من أساليب الكتابة النثرية.
تمتد العجائبية بجذورها وأصولها إلى القديم، فكائنات الليالي المخيفة والغيلان والوحوش المرعبة وغير ذلك
وردت في القصص القديمة، التي صوَّرت تصدي البطل لها وتخليص البشرية من شرورها، وعلى هذا الأساس فإن
الكثير من الأمور التي كانت مصدر خوف الإنسان في الماضي لم تفقد فعاليتها ومكانتها حتى اليوم، وإنما أعيدت
صياغتها بطريقة تتناسب مع القيم السائدة.
تستمد العجائبية أحداثها من موارد عديدة، تحقق حضو