Résumé:
هو موضوع من مواضيع علم اجتماع الاتصالوالعلاقات العامة في مجموعها، تبرز أهميته في أنه يتناول تشكيل الحركة الإحتجاجية للطلبة الجامعيين وطبيعتها وتحوراتها الأدائية ومسارها ومخرجاتها المختلفة والمتعددة في وسط جامعي يوصف عادة بأنه حساس ولا يحتمل ردات الفعل التي تخل بالبيداغوجيا وبالرزنامة الزمنية المتاحة أو الممكنةلأداء علمي يستجيب لمقاييس الفعل والتقييم.
والإتصال بكل ثراته وأشكاله يصاحب الحركة الاحتجاجية منذ بداياتها الأولى على مستوى الفكرة والتخطيط والإقناعوالإنتقال إلى الفعل والتصعيد في البيئة الجامعية التي لا تحتمل الحمولات الاحتجاجية المتسارعة، لأن تشكيل الحركات الاحتجاجية الطلابية لا يتم ببساطة، بل تتحكم فيه عديد المعطيات المعلومة والمحسوبة، وحتى الدخيلة حسب المصلحة وتموقعات الأطراف الأخرى، وأن دواعي الفعل الاحتجاجي ليست دوما مصلحة الطالب أو الميزة البيداغوجية المستهدفة، لذلك فالطالب الجامعي في تناولاتهللفعل الاحتجاجي عبر الوسائط الممكنة يسعى لتفعيل الاحتجاج والتحكم فيه حسب الأهداف المرسومة حسب مناورات التصعيد والمهادنة، ويبقى أن الحركة الإحتجاجية للطلبة الجامعيين لها حمولات واعية وأخرى غير ذلك، ولها انتظارات ظرفية وأخرى ممتدة مخرجاتها ليست دوما كما أريد لها أو في خدمة مصلحة الطالب الجامعي.
وقد سعت هذه الدراسة للإجابة على تساؤلات محددة هي:
ــــ هل التفاعل الاجتماعي الرقمي يساهم في تجسيد المظاهراتلدى الطلبة الجامعيين؟.
ــــ هل الاقناع الاتصالي نشاط واعي لتفعيل للإضراب لدى الطلبة الجامعيين؟.
ــــ هل التأثير بتمظهراته المتعددة يدفع إلى تصعيد الاحتجاجات لدى الطلبة الجامعيين؟.
وهذه التساؤلات تضمنتها محاور الإستبيان والمقابلة كأداتين رئيسيتين في البحث،وطبقت على عينة ميسرة من الطلبة قدرت بـ 150 مفردة بجامعة جيجل ( القطب الجامعي تاسوست).
وللتحقق من ذلك تم تقسيم البحث إلى بابين:باب نظري تضمن 04 فصول، وباب ميداني من 03 فصول وانطلق البحث من فرضية أساسية هي:الاتصال له دور في تشكيل الحركات الاحتجاجية
أما أهداف الدراسة فيمكن تحديدها في السعي إلى التعرف على مفاهيم الاحتجاج انطلاقا من البعد الاتصالي الذي يؤدي وظيفة التعبئة وتبعاتها، وأيضا الكشف عن أشكال الحركات الاحتجاجية وعلاقتها بتجسيد مستوى وعي الطلبة الجامعيين في تعاطيهم لفعل الإحتجاج، مع توضيح العلاقة النظرية والميدانية بين الاتصال والحركات الاحتجاجية، إلى جانب ملامسة عوامل وكيفيات تشكل الحركات الإحتجاجيةلدى الطلبة الجامعيين.
وللتحقق من هذه الأهداف استخدم المنهج الوصفي مع اعتماد مجموعة أدوات بحث تفي بالغرض وهي الملاحظة والإستمارة والمقابلة،ولمعالجة البيانات سوسيولوجيا استخدم التفسير الكمي والتحليل الكيفي بعد استخدام برنامج الحزمة الإحصائية للبرامج الإجتماعية (Spss20) وبرنامج (NVIVO10) في التفريغ والتدليل.
وقد توصلت هذه الدراسة إلى مجموعة نتائج أهمها:
ــــ أن التفاعل في الفضاء الإفتراضي خاصة في منصات التواصل الإجتماعيقد ساهم في تجسيد فعل التظاهر لدى الطلبة الجامعيين، وأوجد عديد التفاهمات إزاء القضايا المطروحة عن وعي أو عن غير وعي بمآلاتها.
ــــ أن الإقناع الذي أوجده الإتصال المتكرر بمختلف أشكالهكنشاط واعي قد فعل في الكثير من الأحيان والمناسباتالإضرابات لدى الطلبة الجامعيين.
ــــ أن التأثير المتبادل بين الطلبة بتمظهراته المتعددة قد أوجد تصعيدا للاحتجاجات، وأصبح آلية استجابة لا تتطلب تعبئة أخرى تواليا.
وبصورة عامة فالنتائج المتوصل إليها تؤكد إلى حد بعيد أن الإتصال له دور في تشكيل الحركة الإحتجاجية لدى الطلبة الجامعيين مما يجعله قادرا على تحمل المسؤولية والمساهمة في عملية البناء وتطوير المجتمع والدولة فقط يجب التنبيه إلى أن هذه الدراسة قد أثارت بعض القضايا التي تتطلب البحث السوسيولوجي ومن ثمة ايجاد التراكم المعرفي في هذا المجال.