Résumé:
تعتبر منطقة شمال إفريقيا عمقا استراتيجيا نظرا لما تحمله من أهمية جيو استراتيجية بإطلالتها على حوض البحر الأبيض المتوسط مشكلة كتلة دولية ومحورية متضمنة الجزائر، تونس، المغرب، ليبيا، مصر، والتي جعلتها تكتسب اهتماما متزايدا خاصة مع مطلع القرن الواحد والعشرين، وتحتل قيمة استراتيجية إقليمية ودولية جعلتها في أولويات اهتمامات الأجندات الدولية.
فالمجال الجيواسترتيجي للمنطقة جعلها عرضة للعديد من التهديدات الامنية الجديدة، خاصة بعد احداث 11 سبتمبر 2001، وبروز تهديدات أمنية متجاوزة حدود الدولة القومية من جريمة منظمة، تجارة الأسلحة، الإرهاب الدولي، الهجرة غير الشرعية، وهذه الأخيرة هي نموذج لمشروعنا البحثي، والتي أضحت في تزايد مستمر تزامن مع التحولات البنيوية الجيو استراتيجية للمنطقة كالأزمة في ليبيا، الاحتجاجات في تونس ديسمبر2010 ،النزاع في مالي2012، جائحة كورونا وغيرها، و التي بحثت فيه دراستنا البحثية بهدف ربط الهجرة غير الشرعية بالامن و صب التوجه البحثي في حقل الدراسات الأمنية ، وقد برزت في السنوات الأخيرة نقاشات كبيرة حول الهجرة غير الشرعية والتي دفعت بالدول لتغيير مجرى القوانين والإجراءات الحدودية أصبحت قمعية وذات سياسة مشددة ،مما دفع بالكثيرين إلى الهجرة والبحث عن سبل العيش الأفضل عبر قنوات غير نظامية (غير شرعية).
كما لاقت هذه الظاهرة صدى من مختلف الهيئات الدولية الإقليمية لمجابهتها باعتبارها تهديد أمني يمس بالأمن القومي ويؤثر على دول الجوار، خاصة البلدان المستقبلة كالاتحاد الأوروبي والذي عمل على محاربة هذا التهديد عبر وضع قوانين وسياسات تقييدية ومبادرات تعاونية ثنائية ومتعددة الطراف من أجل التقليل من حدتها وتغيير مسارها، والتي باءت كلها بالإخفاق والفشل، نظرا لاستمراريتها.
والمنطق يدل على استمراريتها في المستقبل القريب وتزداد بأعداد هائلة بسبب حلقة عوامل مجتمعة على رأسها زيادة النمو الديموغرافي، والتغيرات المناخية البيئية وغيرها.