Résumé:
تقارب العلم والأدب، وشكلا معا مولودا جديدا هجينا، مغايرا تماما لما عهده الجمهور. فحامت حوله الشكوك وتضاربت فيه الآراء، هل هو جنس أدبي وعجينته من نفس عجينته؟ أم تراه ليس كذلك؟ هل يجب الاهتمام والاحتفاء به أم يجب أن يُطرح ويُرمى في قمامة الأدب؟ كل هذه التناقضات كادت تطوّح به في غياهب الضلال والابتذال لولا أنه صبر عليها، فاستطاع بذلك أن يرسّخ قدمه في عالم الأدب وصار لهذا المولود اسما يدل على انتمائه، إنه أدب الخيال العلمي.
بعد أن استقرّ وتوطّن أمره في تربة ماوراء البحار، واعتُرف به كلون أدبي مستحدث له خصوصياته ومميزاته ومواضيعه، تحولت الإشكالية الكلاسيكية وظهرت في شكل قشيب وحلة جديدة، وتفرعت إلى إشكاليات ثانوية. فما المظهر الجديد الذي اتخذته هذه الإشكالية؟ وما التفرعات التي تفرعت عنها؟
من هذا المنطلق جاءت هذه الدراسة تتغيا الكشف عن هذه المعضلة النقدية، مركزة على إشكاليات تجنيسأدب الخيال العلمي عند العرب. معرجة على محطات مختلفة تهدف إلى تعريف القارئ العربي بهذا النوع الجديد، ابتداء من تعريفه مرورا بخصائصه ومواضيعه وملابسات نشأته، إن على مستوى البيئة الغربية أو العربية.