Résumé:
تناولت هذه الدراسة موضوع الإعلام الجديد وتنمية الوعي بالثقافة السياحية في الجزائر.
يعتبر موضوع الإعلام الجديد وتنمية الوعي بالثقافة السياحية في الجزائر من أهم المواضيع في علم الاجتماع بشكل عام وعلم اجتماع العلاقات العامة بشكل خاص ، هذا لما تحمله الدراسةمن أهمية كبرى خاصةوأن السياحة تعتبر قاطرة للنمو الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي والبيئي فأصبحت تواكب التطورات الحاصلة في العالم فصارت عصرية عالمية، ونجاح السياحة مرتبط بمدى وجود الوعي السياحي الذي يعتبر من العوامل المساعدة على تنمية القطاع السياحي واستدامته ، ولتنمية الوعي السياحي تدخل في إطاره عدة استراتيجيات وميكانيزمات أساسية كالتعليم السياحي والتخطيط السياحي والإعلام الجديد كونها وسائل هادفة تسعى لتحقيق فردية الفرد وجماعته من خلال تنمية قدراته المعرفية والثقافية،فتشكيل الوعي السياحي ليس عملية اعتباطية تأتي صدفة وإنما عملية مقصودة ومخطط لها بأساليب علمية تضمن تحريك العقول والتأثير عليها مما يضمن نجاح السياحة وتعزير وتنمية الوعي السياحي.
بهذا يكون الإعلام الجديد بميزاته وخصائصه اللامتناهية قد شكل طفرة علمية معرفية تفاعلية هائلة لأن خدماته تجاوزت مجرد نقله للمعلومات السياحية وإنما صارت الموجه والمرشد والدليل للمتتبعين للمواقع السياحية، من خلال الأدوار التوعوية التثقيفية التي يقدمها لتشكيل وتنمية الوعي السياحي وتعزيزه والذي بدوره يقود نحو تنمية سياحية مستدامةتضمن للأجيال القادمة الاستفادة من الموارد المتاحة واستغلالها على مر السنين.
وقد حاولت الباحثة الإجابة عن التساؤلات التالية :
-هل يؤدي الإعلام الجديد دورا في تنمية الوعي بالثقافة السياحية واستدامة السياحة ؟
-هل يؤدي الإعلام الجديد دورا في التعريف بالسياحة وإبراز أهميتها ؟
-ماهي أهم الوسائل الإعلامية الجديدة التي تقوم بدور في زيادة درجة الوعي السياحي ؟
-هل تساهم المضامين السياحية المنقولة عبر الفيسبوك واليوتوب في تنمية الوعي السياحي واستدامة السياحة ؟
وهذه التساؤلات كانت المحور الذي من خلاله تم بناء الاستمارة المعتمدة كأداة أساسية في البحث، وقد طبقت على عينة بسيطة متمثلة في الأفراد المتواجدين بولاية جيجل باعتبارهم سياح يقصدون المناطق السياحية بالولاية ، وولاية جيجل هي مجتمع الدراسة، وقدرت عينة الدراسة ب 140 مفردة ،ولتحقيق أهداف البحث انطلقت هذه الدراسة بابين باب نظري وباب حول الدراسة الميدانية ،وانطلقت الدراسة من فرضية رئيسية مفادها :
-للإعلام الجديد دورا إيجابيا في تنمية الوعي بالثقافة السياحية واستدامة السياحة.
أما أهداف الدراسة فقد وضعت خاصة لمعرفة الدور الذي يؤديه الإعلام الجديد في تنمية الوعي بالثقافة السياحية بولاية جيجل ، من خلال معرفة طبيعة السياحة بولاية جيجل وأهميتها والتطرق لأهم مستجداتها السياحية.
الوقوف على الدور الذي تقدمه وسائل الإعلام الجديد للفرد والمجتمع ككل ، وحاولت الباحثة معرفة إذا ما كانت لوسائل الإعلام الجديد "الفيسبوك واليوتوب" دورا في تعزيز وزيادة وتنمية الوعي السياحي للأفراد والدور الذي تؤديه في تنمية السياحة واستدامتها،إضافة إلى الأثر الذي تتركه تلك الوسائل في ذهن الفرد.
-تناول ظاهرة السياحة بولاية جيجل وطريقة تناول موقع "الفيسبوك واليوتوب"" لها من خلال خدمة التسويق السياحي الإلكتروني الذي يزيد من درجة الوعي السياحي .
- أهمية المضامين المنقولة عبر "الفيسبوك واليوتوب" في تعزيز الوعي السياحي والتي تؤدي إلى تنمية السياحة واستدامتها ونقلها عبر نطاق واسع ، إذ ترسخ في ذهن المتلقي مبادئ وقيم المجتمع الجيجلي وتجعله يحترمها.
ولتحقيق الأهداف التي وضعتها الباحثة فقد اعتمدت على المنهج الوصفي التحليلي بالاعتماد على أدوات جمع البيانات من ملاحظة واستمارة كأداة رئيسية للدراسة والمقابلة ، وتم الاعتماد على برنامج الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية ، وقامت الباحثة بتقديم معالجة سوسيولوجية والتحليل والتفسير بالأسلوب الكمي والكيفي وصولا إلى نتائج واقتراحات وتوصيات.
وقد توصلت الباحثة إلى مجموعة من النتائج سنذكر أهمها:
- تحاول وسائل الإعلام الجديد الفيسبوك واليوتوب من خلال مضامينهما تنوير وعي الأفراد حول السياحة بولاية جيجل وزيادة مستوى ودرجة الوعي مما يجعله فردًا فاعلاً في المجتمع، وتركز مواضيع الفيسبوك واليوتوب على نقل معلومات سياحية حول ما يخص ولاية جيجل من مقوماتها السياحية وثرواتها الهائلة من جبال وآثار وسواحل ووديان، كما تنقل مواضيع حول قيم المجتمع الجيجلي والسلوكيات السليمة الواجب السير عليها.
-يعتبر "الفيسبوك واليوتوب" من أهم الوسائل الإعلامية الجديدة التي تقوم بدور إيجابي في زيادة درجة الوعي السياحي اعتمادا على خدمات التسويق السياحي الإلكتروني فوسائل الإعلام الجديد أحدثت طفرة علمية هائلة وفتحت مجالات وخيارات أمام الفرد لاقتناء ما يريده إذ قدمت منافد جديدة لتعزيز واكتساب الثقافة والمعرفة السياحية وأعطته خصوصية واستقلالية لاستخدام ما يريده.
وبشكل عام فإن الإعلام الجديد بوسائله يسعى إلى تحقيق وتشكيل وتعزيز وعي سياحي خاصة مع وعي الأفراد والمجتمعات بأهمية قطاع السياحة، لذلك سارعت أغلب المؤسسات والهيئات السياحية والأفراد إلى حجز أماكن لها عبر البيئة الافتراضية الجديدة التي صارت العالم الثاني للفرد.