Résumé:
الخطاب السَّردي المعاصر خطاب يشتغل على مبادئ التّنوع، والتّعدد، والتّقويض، والتّجاوز وفق طاقات مغايرة لم يكن يٌلتفت إليها على أهميتها في السّرد الروائي،لذا فإن عناية الرواية المعاصرة بالتَّجريب والاحتفاء بالهامشي المهمل،واللاّمألوف،إنما جاء للخروج من هيمنة القواعد الكلاسيكية الصَّارمة التي وجب تجاوزها لأجل مسايرة التَّجديد على النّحو الذي أصبحت عليه رواية مابعد الحداثة، شرط أن يكون التَّجريب قابلاً لأن يصبح جزءاً من نسيج هذه الرواية، وأن يؤدّي وظيفة جمالية تحقّق للمتلقي المتعة والفائدة معًا.
لقد جاءت حتمية الاشتغال، والتجريب لتحققأنموذجها الآخر عبر مستويات عديدة، أكثر التحاما بالواقع وما الروايات الجزائرية لـ:سعيد خطيبي، علي دغمان، محمد الأمين بن ربيع، ربيعة جلطي، إلا صدى لهذا التجريب والتجديد، حيث طرحت الرواية الجزائرية المعاصرة أنموذجها التَّجريبي مع المحافظة على هويتها التاريخية والفنّية بكل أصالةوعراقة وصنعة حاذقة، فحاولت هذه الدراسة أن تضيء المفاهيم النّقدية المفتوحة لتشكيل رؤيا دلالية تختلف عن ثنائية الذات والآخر في أدوات الاشتغال والتجريب.
لذا فإنّ التَّجريب في النَّص السّردي من المرتكزات الأسلوبية التي تحدّدت ببنية المفاجآت التي اشتغل عليها الروائيون فنصوصهم تنفتح على الآفاق المتاحة كلها دون قيد أو شرط، وهذا الانفتاح الحر إنما هو من منجزات الرواية الجزائرية المعاصرة التي تهشم الثوابت المتعارف عليهافي التشكيل الروائي، كي تعيد البناء والتأسيس من منظور حداثي، ولا تستجيب من حيث التشكيل والبناء الفني إلا إلى نزعة الحرية والمغامرة، سواء في استخدام المادة الأولية التي تعتمدها الرواية أو في طريق الاستخدام وطبيعة أسلوبيته.
هذه الدراسة أسهمت في عملية التنقيب على أبرز ملامح التجريب الروائي الجزائري المعاصر، فالنصوص الروائية المختارة ماهي إلا نماذج روائية من كم هائل من النصوص الروائية العربية الجزائرية التي تجتهد لتحقيق مكانة إبداعية متميزة في ظل التطور المتسارع الذي تشهده الرواية العربية المعاصرة.