Résumé:
عقب الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا سنة 1994، اتجه النظام السياسي نحو تبني العدالة الانتقالية بغية مواجهة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي حصلت، وتوفير الشروط التي من شأنها ضمان عدم العودة إلى حالة العنف وبناء السلام على المدى الطويل. تمّ انتهاج مجموعة من الآليات القضائية التي تقوم أساسا على مبدأ العقاب والجزاء بمساءلة الجناة المتورطين في ارتكاب الجرائم والإنتهاكات التي وقعت، إضافة إلى مجموعة من الآليات غير القضائية، التي تسعى لتكوين حقيقة وتاريخ مشترك لكل الروانديين والحفاظ على الذاكرة و وبناء مؤسسات قائمة على النزاهة والشفافية وثقافة السلام. وتعتبر محاكم الغاكاكا من ضمن الآليات التقليدية التي اتبعتها رواندا في سبيل ترسيخ عملية بناء السلام، والقائمة أساسا على إشراك المجتمع في عملية تحقيق العدالةـ، فقد كانت جلسات الاستماع التي تعقدها بمثابة منتدى تفاعلي يضم كلا من الجناة والضحايا من الناجين، لسرد الحقائق ومعاقبة الجناة وأيضا تحقيق المصالحة التي بدورها تؤدي لبناء السلام