Résumé:
شهدت منطقة جنوب شرق آسيا منذ نهاية الحرب الباردة تفجرا في النزاعات الداخلية، نظرا لحالة القمع التي مارستها حكومات هذه الدول على مجتمعاتها في مختلف المجالات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مما أدى إلى تصاعد حدة العنف بين المجموعات الاثنية والثقافية والسياسية في المنطقة، وهم ما أفضى إلى حالة من انعدام الأمن والاستقرار الداخلي والإقليمي، خاصة مع انتشار هذه النزاعات وتداعياتها على الأمن الاقليمي. شكل هذا الوضع تحديا لرابطة الآسيان حول مدى قدرتها على تكييف مبادئها ومؤسساتها لمواجهة النزاعات الداخلية على المستوى الإقليمي، بالشكل الذي يرقى بالتعاون الأمني إلى مستوى أكثر نضجا. انطلاقا من هذه المتغيرات، تسعى الأطروحة إلى دراسة الطبيعة التعقدية للنزاعات الداخلية وتأثيرها على الأمن الإقليمي و مدى تطور التعاون الأمني الإقليمي لمواجهتها، وعليه فقد قسمت الأطروحة إلى ثلاثة فصول حيث: خصص الفصل الأول لدراسة بيئة النزاعات الداخلية ودواعي تطوير التعاون الإقليمي تجاهها، وتطرق الفصل الثاني لطبيعة النزاعات في منطقة جنوب شرق آسيا وبين التأثيرات الإقليمية للنزاعات الداخلية، فيما تطرق الفصل الثالث لديناميكية تطور التعاون الإقليمي لمواجهة النزاعات الداخلية في جنوب شرق آسيا والتحديات التي تواجهه، لتخلص الأطروحة في الأخير إلى أن تصاعد النزاعات الداخلية في جنوب شرق آسيا لم يساهم في تطوير التعاون الأمني الإقليمي في المنطقة بالرغم من تهديدها للأمن الإقليمي.