التنشئة الأسرية والعنف المدرسي

Abstract

تلعب التنشئة الأسرية دورا كبيرا في إعداد الطفل وتربيته وتعليمه مختلف النماذج السلوكية التي عن طريقها يكتسب كيفية التكيف والانسجام مع الجماعة التي ينتمي إليها، وبذلك يكون سلوكه موافقا للنظام الاجتماعي، لكن إذا أخلت الأسرة بوظيفتها وأهملت الطفل فإن ذلك يمكن أن يؤدي به إلى عدم الامتثال إلى القوانيين الاجتماعية والقواعد السلوكية المعمول بها في المجتمع، وبذلك يقع في سلوكات غير مرغوب فيها اجتماعيا. وعلى هذا الأساس تناولنا هذا الموضوع الموسوم بـ: "التنشئة الأسرية والعنف المدرسي" دراسة ميدانية بثانوية الكندي -جيجل- حاولت الدراسة الإجابة على مجموعة من التساؤلات وهي: - هل تؤدي بعض أساليب التنشئة الأسرية إلى اتجاه التلاميذ إلى ممارسة السلوك العنيف؟ - هل يساهم الوضع الاقتصادي السيء للأسرة في ظهور سلوكات عنيفة لدى التلاميذ؟ - هل يؤدي المستوى التعليمي المتدني للوالدين إلى ممارسة التلميذ للسلوك العنيف؟ هذه الأسئلة هي محاور لاستماراتنا التي تم تطبيقها على مجموعة بحث مكونة من 30 تلميذا. وقد تم تقسيم الدراسة إلى بابين: الباب الأول نظري والباب الثاني تطبيقي، يتضمن الباب الأول أربعة فصول أما الباب الثاني فيتضمن فصلين. وهذا بهدف التحقق من فرضيات الدراسة حيث انطلقت من فرضية عامة مفادها: "للتنشئة الأسرية علاقة بالعنف المدرسي" انبثقت عنها ثلاث فرضيات جزئية: - تؤدي بعض أساليب التنشئة الأسرية نحو ممارسة التلاميذ للسلوك العنيف. - يساهم الوضع الاقتصادي السيء للأسرة في ظهور سلوكات عنيفة لدى التلاميذ. - يؤدي تدني المستوى التعليمي للوالدين إلى ممارسة التلميذ للسلوك العنيف. تمحورت أهداف الدراسة حول محاولة التعرف على علاقة بعض أساليب التنشئة الأسرية بالسلوك العنيف، ومعرفة دور المستوى الاقتصادي السيء للأسرة في اتجاه التلاميذ نحو العنف، وتدني المستوى التعليمي للوالدين وعلاقته في ممارسة التلميذ للسلوك العنيف. ولأجل تحقيق هذه الأهداف تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي وقد اعتمدنا مجموعة من الأدوات البحثية لجمع البيانات هي: (الملاحظة، الاستمارة، المقابلة بالإضافة إلى بعض السجلات والوثائق)، ولتحليل البيانات التي جمعت من الميدان استخدمنا أسلوب التحليل الكمي وأسلوب التحليل الكيفي. وبعد تحليل ومناقشة نتائج الدراسة في ضوء الفرضيات توصلنا إلى مجموعة من النتائج أهمها: - توجد علاقة قوية بين بعض أساليب التربية غير السوية في الأسرة (أسلوب القسوة والتسلط، الإهمال، الحماية الزائدة، التساهل)، تؤدي جميعا إلى ممارسة العنف. - للظروف الاقتصادية السيئة التي تعيشها الأسرة الأثر البالغ في ظهور السلوك العنيف للتلميذ المراهق. - لتدني المستوى التعليمي للوالدين دور في اتجاه الأبناء نحو ممارسة السلوكات العنيفة. وعلى ضوء ذلك تم تقديم مجموعة من التوصيات والاقتراحات.