Résumé:
تعتبر العلاقات العامة جهود اتصالية إدارية خلاقة مخططة ومدروسة ومستمرة وهادفة وموجهة لبناء علاقات سليمة ومجدية قائمة على أساس التفاعل والإقناع والاتصال المتبادل بين المنظمة وجماهيرها، عن طريق وسائل النشر المتاحة لنشر الحقائق والمعلومات والأفكار وشرحها وتفسيرها، وتطبيق كافة الأساليب الاتصالية المؤدية لذلك بواسطة أفراد مؤهلين لممارسة أنشطتها المختلفة.
ورغم انتشار الدراسة العلمية للعلاقات العامة في عدد كبير من دول العالم إلّا أن الممارسة العلمية للمهنة مازالت تواجه العديد من الصعاب فالإعداد العلمي للمشتغلين بها لا يزال في بدايته بالنسبة لبعض الدول، كما إن سيطرة غير المتخصصين على أجهزة العلاقات العامة في بعض المؤسسات يشمل فعالية الجهاز، حتى ولو كان فيه بعض المتخصصين .
لكن هذا لا يعني أن البحث في مجال العلاقات العامة مسألة سهلة يمكن إجراؤه دون معوقات نظرية ومنهجية ، بل قد تعترض كل مهتم بهذا المجال العديد من الصعوبات لعل من أهمها اختلاف التسميات وسوء فهم جوهر العلاقات العامة.
ما دفعنا لتناول هذا الموضوع، دوافع ذاتية وموضوعية تكمن في الرغبة الشخصية والميل نحو الموضوع المقترح، إثراء الرصيد المعرفي وتوسيع المعارف الشخصية، قلة الدراسات والأبحاث الميدانية والعلمية التي تناولت واقع العلاقات العامة في مؤسسات التعليم العالي، الأهمية العلمية التي يكتسبها الموضوع وكذا قابليته لدراسة والبحث.
وتبرز أهمية هذه الدراسة في الأهمية التي تحظى بها العلاقات العامة في المؤسسات التي تعمل على تحسين أدائها، وتحديد مسارها وعلاقتها مع الجمهور الداخلي والخارجي، وقدرتها على الاستجابة للمتغيرات الحاصلة. كما تجدر الإشارة أن مؤسسة التعليم العالي لا تخلو من قسم أو مصلحة للعلاقات العامة، التي تعمل على تطوير العملية الاتصالية للمؤسسة، وانطلاقا من العلاقة بين العملية الاتصالية والعلاقات العامة للمؤسسة فإنه يتحتم على مؤسسات التعليم العالي العمل على تطوير العملية الاتصالية للمؤسسة، من أجل التمهيد لوضع الإستراتيجيات الكفيلة لتحديد وببلوغ أهداف المؤسسة.
كما تسعى دراستنا المعنونة بـ" واقع العلاقات العامة في مؤسسة التعليم العالي" بجيجل، لتحقيق مجموعة من الأهداف وهي:
• التعرف على واقع العلاقات العامة في جامعة محمد الصديق بن يحي.
• التعرف على واقع العملية الاتصالية في جامعة محمد الصديق بن يحي.
• التعرف على مدى اعتماد جامعة محمد الصديق بن يحي على العلاقات العامة في التعامل مع الجمهور الداخلي.
• التعرف على مدى اعتماد جامعة محمد الصديق بن يحي على العلاقات العامة في تحسين صورتها لدى الجمهور الخارجي.
• التعرف على العراقيل التي تواجه جامعة محمد الصديق بن يحي وتحول دون ممارسة العلاقات العامة لنشاطها.
وقد اعتمد دراستنا على المنهج الوصفي لأنه الأنسب لهذا النوع من البحوث، أمّا عن العينة فقد تم اختيار العينة الطبقية، وهذا للإجابة على التساؤل الرئيسي: ما هو واقع العلاقات العامة في جامعة محمد الصديق بن يحي، وتندرج تحته أسئلة فرعية وهي:
• ما واقع العملية الاتصالية في جامعة محمد الصديق بن يحي؟
• ما مدى اعتماد جامعة محمد الصديق بن يحي على العلاقات العامة في التعامل مع الجمهور الداخلي؟
• ما مدى اعتماد جامعة محمد الصديق بن يحي على العلاقات العامة في تحسين صورتها لدى الجمهور الخارجي؟
• ما هي العراقيل التي تواجه جامعة محمد الصديق بن يحي في ممارسة العلاقات العامة؟
وقد انطلقت الدراسة من الفرضيات التالية:
• العملية الاتصالية بجامعة محمد الصديق بن يحي تسير بشكل عشوائي.
• لا تعتمد جامعة محمد الصديق بن يحي بشكل كبير على العلاقات العامة في التعامل مع الجمهور الداخلي.
• لا تعتمد جامعة محمد الصديق بن يحي بشكل كبير على العلاقات العامة في تحسين صورتها لدى الجمهور الخارجي.
• تواجه جامعة محمد الصديق بن يحي عدة عراقيل تحول دون ممارسة العلاقات العامة.
وبعد الدراسة الميدانية وجمع وتحليل البيانات توصلنا إلى أن :
• عدم وجود قسم أو جهاز للعلاقات العامة على مستوى جامعة محمد الصديق بن يحي.
• تستخدم جامعة محمد الصديق بن يحي العديد من الأساليب والوسائل الاتصالية.
• لا تعتمد جامعة محمد الصديق بن يحي بشكل كبير على العلاقات العامة في التعامل مع الجمهور الداخلي.
• جامعة محمد الصديق بن يحي لا تعتمد على العلاقات العامة في تحسين صورتها لدى الجمهور الخارجي، ما يؤثر على عملية استقطاب الجمهور الخارجي إلّا أنّها تسعى للحفاظ على صورة إيجابية عن الجامعة.
• تواجه جامعة محمد الصديق بن يحي عدة عراقيل تحول دون ممارسة العلاقات العامة لنشاطها و أبرزها عدم الوعي بدور العلاقات العامة.
• عدم وضوح مفهوم العلاقات العامة لدى مجتمع الدراسة، حيث أنهم لا يفرقون بين نشاطات العلاقات العامة ونشاطات المكلف بالاتصال.
وقد ارتأينا أن نختم هذه الدراسة بتقديم نموذج للعلاقات العامة.