دور الروضة في تحقيق الاندماج الاجتماعي للطفل

Abstract

تعتبر الروضة مؤسسة تساهم في بناء شخصية الفرد من جميع جوانبه وجعله قادرا على التفاعل والاندماج مع أفراد المجتمع، وتسهل للطفل عملية التكيف والاندماج المتبادل من خلال التشجيع المستمر من قبل المربيات وتفعيل مهارات التواصل والتفاعل والتوافق للوصول إلى الاندماج الاجتماعي في شقه التربوي والثقافي. تتمحور هذه الدراسة الموسومة ''بدور الروضة في تحقيق الاندماج الاجتماعي للطفل'' -دراسة ميدانية بروضة دنيا للأطفال بالطاهير-، حول معرفة دور الروضة في تحقيق الاندماج الاجتماعي للطفل، حيث تحددت المشكلة الأساسية لهذه الدراسة في التساؤل الرئيسي الآتي: هل الروضة لها دور في تحقيق الاندماج الاجتماعي للطفل؟ ونظرا لصعوبة الإجابة عن هذا التساؤل، فإن الأمر يستدعي تفصيله إلى الأسئلة الآتية: - هل تنمية المكون الحسي الحركي يؤدي إلى توافق مع البيئة الاجتماعية؟ - هل الاهتمام بالجانب العاطفي الوجداني يضمن التوافق النفسي لدى أطفال الروضة؟ - هل تنمية المكون المعرفي العقلاني يؤدي إلى تكوين رصيد معرفي؟ وللإجابة عن تساؤلات الدراسة تم صياغة الفرضيات الرئيسية والتي مفادها: - تنمية المكون الحسي الحركي يؤدي إلى توافق مع البيئة الاجتماعية. - الاهتمام بالجانب العاطفي الوجداني يضمن التوافق النفسي لدى أطفال الروضة. - تنمية المكون المعرفي العقلاني يؤدي إلى تكوين رصيد معرفي. وقد تناولت هذه الدراسة سبعة فصول، بحيث تم التطرق في الفصل الأول لموضوع الدراسة، أما الفصل الثاني فقد تمحور حول الخلفية النظرية للدراسة، بينما تمحور الفصل الثالث حول رياض الأطفال، أما الفصل الرابع حول الاندماج الاجتماعي، بينما الفصل الخامس فقد اشتمل على الإجراءات المنهجية للدراسة، بالإضافة إلى الفصل السادس الذي تضمن عرض وتفسير وتحليل البيانات، أما الفصل السابع فتضمن مناقشة النتائج التي توصلت إليها الدراسة، وهدفت هذه الدراسة إلى ما يلي: - تشخيص واقع الروضة واهتمامها برعاية الأطفال وتعديل سلوكه وتعليمه القيم التي تتماشى مع معايير مجتمعه. - الكشف عن الدور التربوي الذي تقوم به مؤسسات رياض الأطفال في تحضير الطفل وتنشئته اجتماعيا. - معرفة الدور الذي تقوم به رياض الأطفال في تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي باعتبارها مؤسسة تكمل أدوار الأـسرة. - إدراك دور الروضة باعتبارها بديلة ومسؤولة عن تنشئة الطفل حسب قيم المجتمع بما يسمح له بأن يكون فردا اجتماعيا حسب مراحل نموه الزمني. ولتحقيق هذه الأهداف تم الاعتماد على المنهج الوصفي، وعلى الاستمارة كأداة رئيسية لجمع البيانات والمعلومات الخاصة بهذه الدراسة، وفي هذا البحث تم اعتماد المسح الشامل ما يعني أن مجتمع البحث بأكمله هو عينة الدراسة. وأسفرت الدراسة عن النتائج الآتية: - يصبح الطفل داخل الروضة أكثر مشاركة وتكيف وتواصل مع أقرانه. - يكتسب الطفل داخل الروضة القدرة على تكوين وتنمية مختلف مهاراته العقلية والانفعالية. - البرامج المطبقة داخل الروضة لها دور فعال في تحقيق التوافق والتواصل والتفاعل داخل الروضة والتي تساهم في تغيير سلوكات الطفل وتجعله يتكيف ويندمج داخل النسق الاجتماعي العام. - يتم في روضة تحسن نطق الأطفال من خلال أنشطة اللغة والتعبير الشفهي. - زيادة الأنشطة التربوية، والثقافية يجعل الأطفال أكثر ذكاء. - الأساليب والوسائل التي تستخدمها المربيات تسعى لتنمية القيم التربوية. - كما علمت الطفل الاستقلالية والاعتماد على النفس وقد بدأ ذلك واضحا في التعود على ترتيب لعبه وأغراضه بنفسه. - أكسبته الأخلاق الحميدة وقيم المجتمع، وذلك عن طريق نشاط التربية البدنية والخلقية والاجتماعية حيث علمته التحية والبسملة وآداب الأكل وبعض السور القرآنية. - علمته الانضباط في أموره وهذا ما لاحظناه خلال جولتنا الاستطلاعية وما أقرته كذلك المربيات في وقت اللعب محدد ووقت الجد محدد وكل طفل يدرك هذا ويستمع لأوامرهن. ومنه يمكن القول أن الروضة لها دور في تحقيق الاندماج الاجتماعي للطفل.