Résumé:
تعد هذه المحطة المرحلة الأخيرة التي انتهى إليها جهدنا البحثي ونحن نمارس مغامرة الدراسة المصطلحية،
على ما فيها من صعوبات منهجية، تتطلب من الباحث أن يكون أكثر مراسا ودراية لأصول الدراسة المصطلحية،
فرغم العنت الشديد الذي واجهناه ونحن نقصد إلى استقراء وبحث الجهاز الاصطلاحي الذي تدور المدونة في
فلكه إلا أننا حاولنا أن نجمع في وقفة استنتاجية جملة النتائج عبر عملنا المتواضع.
وبعد فحص الموضوع واستقصاء جوانبه المفهومية، وصولا إلى الأطر المرجعية التي تقف خلفه وترفده
ا الفكرية والفلسفية وبناء على ما سبق يمكن أن نقدم هذه النتائج المتوصل إليها، حيث أن معظم بحمولا
المصطلحات النقدية أو جلها مستوردة من الغرب أو بتعبير آخر نشأت نشأة غربية ثم إن النقاد الجزائريين تفاعلوا
مع مصطلحات ما بعد البنيوية تفاعلا إيجابيا نوعا ما ويظهر ذلك من خلال الم ؤلفات النقدية الجزائرية المعاصرة،
إلا أن الإنتاج النقدي الجزائري المعاصر متأخرا نوعا ما مقارنة بالدول العربية اﻟﻤﺠاورة في هذا اﻟﻤﺠال.
ا لقد وقفت الدراسة النقدية الجزائرية عاجزة أمام الآخر بما جاء من فكر غامض يقصي الذات عن ذا
ذا تم إلغاء إبداع الفكر الغربي إلى وانكساره أمام هذا ال زّخم الغربي. فهذه الدراسة النقدية والمبدع عن إبداعه و
سعت إلى إبراز أهم أعلام الفكر ما بعد البنيوي، وأهم ما نتج عنهم من معتقدات صاغوها في شكل منهجي
لتمثل منظومة فكرية تلازمهم في كافة اﻟﻤﺠالات، كما كشفت عن أهم حركة نقدية أو فكرية ظهرت على أنقاض
البنيوية وبسطت نفوذها بشكل ملحوظ على الساحة النقدية ألا وهي التفكيكية وما نتج عنها من إفرازات
ا، والتحرر من كل النفوذ المهيمنة على منهجية واتجاهات نقدية سعت إلى بند كل الأعراف النقدية المعمول
النص.
ا أن تسهم لقد ساهم النقاد العرب في توضيح خبايا فكر ما بعد البنيوية، وما أوردوه من دراسات من شأ
في توعية المثقف وتوجيهه نحو المسار الصحيح لينهض من جديد بشكل فاعل واضح في خطابه النقدي والأدبي.
وأخيرا، فإن هذه الملاحظات لا تعدو أن تكون نتائج خلصنا إليها من خلال هذه الدراسة البسيطة حول
المصطلح النقدي ولا ندعي في أن كل ما قدمناه هو الصواب مثلما لا ندعي الخطأ ولكن ينبغي لهذا الجهد
البحثي أن يكون رهين القراءة والنقد ونرجو أن نكون قد أسهمنا ولو بقليل في ترك أثر وبصمة ولو عارضة في
مجال الدراسة المصطلحية. وعليه، فإن أصبنا فمن الله وإن أخطأنا فمن النفس والشيطان والسلام خير ختام