Résumé:
يعتبر موضوع القيادة الأخلاقية و السلوك التنظيمي من المواضيع الحديثة. وقد حاولنا من خلال دراستنا هذه العمل على تكوين و البحث عن تفسيرات مقنعة حول القيادة الأخلاقية و أهمية الصفات الأخلاقية للقائد في تنمية و تحسين سلوك العمال و إلتزامهم، لما لهما من أهمية بالغة في تنمية المؤسسات خاصة الجزائرية من خلال تحسين أدائها و رفع مكانتها. حيث أن الكثير من المؤسسات تعرف عجزا كبيرا في تحقيق أهدافها نتيجة إنتشار عدة سلوكيات غير أخلاقية كالتأخر، عدم التعاون، و عدم الثقة في القائد و في العمال فيما بينهم. هذا ما دفعنا للبحث عن دور القيادة الأخلاقية في تنمية سلوك العمال.
و لمعرفة ذلك قد تم طرح التساؤل الرئيسي: هل هناك دور للقيادة الاخلاقية في تنمية السلوك التنظيمي للعمال؟
و الذي انبثقت تحته التساؤلات الفرعية التالية:
- هل هناك دور للقيادة الأخلاقية في تحسين السلوك الأخلاقي للعمال؟
- هل هناك دور للقيادة الاخلاقية في تحقيق الالتزام التنظيمي للعمال؟
وللإجابة على هذه الأسئلة قمنا بصياغة الفرضيات التالية: فرضية رئيسية مفادها: للقيادة الأخلاقية دور في تنمية السلوك التنظيمي للعمال.
و اندرجت تحتها فرضيتين فرعيتين هما:
- للقيادة الأخلاقية دور في تحسين السلوك الأخلاقي للعمال.
- للقيادة الأخلاقية دور في تحقيق الالتزام التنظيمي للعمال.
و لاختبار الفرضيات والتأكد من صدقها قمنا بالبحث في جانبين، جانب نظري قمنا فيه بجمع البيانات والمعلومات النظرية التي قدمها المنظرين والمؤلفين والباحثين في مجال موضوع الدراسة. و قد تضمن هذا الجانب ثلاث فصول، حيث تعلق الفصل الأول بالإطار المفاهيمي للدراسة وضبط المصطلحات وتحديد الدراسات السابقة والمقاربات السوسيولوجية، و الفصل الثاني بالقيادة الأخلاقية باعتبارها المتغير المستقل حيث ضم أهميتها و مصادرها و أبعادها، كذلك دورها في ممارستها للعمليات الإدارية، في حين ضم الفصل الثالث كل المعلومات حول السلوك التنظيمي باعتباره المتغير التابع من خلال مراحل تطوره خاصة في المؤسسات الجزائرية بالإضافي إلى أهميته و محدداته و نتائجه.
أما الجانب الميداني فتضمن الإطار المنهجي للدراسة، حيث قمنا بدراستنا في مؤسسة الوحدة الثانوية للحماية المدنية بولاية جيجل لأنها من المؤسسات الحكومية التي تحتاج الجانب الأخلاقي أكثر من الإداري في مجال عملها و حددنا فيه مجالات الدراسة، كما استخدمنا المنهج الوصفي التحليلي باعتباره المنهج الأنسب للدراسة كونه يساهم في تقديم الحقائق و البيانات الدقيقة و تحليلها و تفسيرها بصورة واضحة، كما اعتمدنا على أدوات لجمع البيانات و المعطيات من الميدان، حيث استخدمنا تقنية الاستبيان كأداة رئيسية و تكونت من 36 سؤال، و قد تم توزيعها على مجتمع البحث المكون من 45 مفردة بطريقة المسح الشامل نظرا لكون مجتمع البحث ذو عدد محدود.
وبعد التحليل الإحصائي للمعطيات الميدانية باستخدام spss وعرضها وتحليلها توصلنا إلى مجموعة نتائج نلخصها فيما يلي:
- للقيادة الأخلاقية دور في تنمية السلوك التنظيمي للعمال في المؤسسة.
- للقيادة الاخلاقية دور في تحسين السلوك الاخلاقي للعمال في المؤسسة.
- للقيادة الاخلاقية دور في تحقيق الإلتزام التنظيمي للعمال في المؤسسة.
- طبيعة شخصية المسؤوول و طريقته في التعامل تلعب دورا في تحفيز العمال.
- الأسلوب القيادي الأخلاقي الأخلاقي له در في تحقيق الإلتزام التنظيمي لدى أفراد المؤسسة، فكلما وفرت المؤسسة أسلوب قيادة أخلاقية فعال كلما زادت قدرات الإلتزام لديهم و العكس صحيح.
- الثقة بين العاملين و القادة لها دور مباشرة بتحسين العمل و زيادة وإنتاجيتهم، فالعامل الذي يعلم أن قائده سيقدر مجهوداته على المدى القريب و البعيد فإنه يتفانى في عمله.
كذلك تم التوصل إلى مجموعة من التوصيات أهمها:
- ضرورة تحلي القائد بالأخلاقيات الشخصية و الإدارية من أجل ضمان السير الحسن للمؤسسة.
- العدالة و المساواة في المعاملة و تفادي التفريق و التمييز بين العمال.
- ضرورة تعاون القادة و المرؤوسين و العمال و العمل على روح الفريق و الولاء للارتقاء نحو الافضل.
- إلتزام القادة بأنماط السلوك الأخلاقي و الإنساني و اكتسابه مجموعة الصفات القيادية الأخلاقية التي تنعكس بدورها على سلوك العاملين و أدائهم.