Abstract:
استهدفت هذه الدراسة الموسومة بعنوان إدارة موظفي المعرفة والتشارك المعرفي في المؤسسات الجامعية ،وهي دراسة ميدانية بجامعة محمد صديق بن يحيى جيجل،وانطلاقا من الافتراض الذي نوه إلىأن هذه الإدارة تؤدي إلى تحقيق التشارك المعرفي وفق عمليات إدارة المعرفة ،وانطلقت من التساؤل التالي: كيف تعمل إدارة موظفي المعرفة على تحقيق التشارك المعرفي عن طريق عمليات إدارة المعرفة ؟ ويتفرع عنه التساؤلات الفرعية التالية :
- كيف تعمل إدارة البعد الفكري للمعرفة على استخراج المعرفة الضمنية ؟
- كيف تساهم إدارة البعد الاجتماعي للمعرفة على إدراكأهمية المعرفة الرمزية في الأفعال ؟
- كيف تقوم إدارة البعد التنظيمي للمعرفة على توجيه المعرفة الصريحة ؟
- كيف تعمل إدارة البعد المادي للمعرفة على الجمع بين كل أبعادها في محتوى المعرفة ؟
وهذه التساؤلات تم الإجابة عليها بصفة مؤقتة،التي تعبر عن الفرضية الرئيسية والفرضيات الفرعية،وبالتالي هذه الفرضية الرئيسية تتمثل في : تعمل إدارة موظفي المعرفة على تحقيق التشارك المعرفي في المؤسسات الجامعية عن طريق عمليات إدارة المعرفة .
أما الفرضيات الفرعية تتمثل في :
- تعمل إدارة البعد الفكري للمعرفة على استخراج المعرفة الضمنية في الأفعال .
- تساهم إدارةالبعد الاجتماعي للمعرفة على إدراكأهمية المعرفة الرمزية في الأفعال.
- تقوم إدارة البعد التنظيمي للمعرفة على توجيه المعرفة الصريحة .
- تعمل إدارة البعد المادي للمعرفة على الجمع بين كل أبعادها في محتوى المعرفة.
فهذا الالتزام السابق سمح ببناء دراسة في إطار نظري ,ومنهجي،وكل جانب هو عبارة عن عملية بناء منهجية ومعرفية.
ومن اجل تحقيق هدا الهدف تم تقسيم الدراسة إلى جانبين جانب نظري وجانب ميداني،فالجانب النظري تم تقسيمه إلىأربعة فصول، فالفصل الاول الموسوم بعنوان المشكلة البحثية الذي يعبر عن
الإطار التصوري الخاص بالدراسة،والذي كان السبب الرئيسي لاختيار هذا الموضوع تبعا لأفكارتلكوت بارسونز،وبيتر دراكر، ضمن مقاربة البنائية الوظيفية ،كالتزام منهجي نلتزم به ولا نخرج عن مسلماته،فقد تم تبرير هذا الكلام من خلال تبني هذه الدراسة نموذج تحليل يتناول تحليل المفهومي لمتغيرات وأبعاد،ومؤشرات الدراسة.
أما الفصل الثاني الذي يتضمن الخلفية النظرية السوسيولوجية لمختلف النظريات السوسيوتنظيمية ،التي من خلالها قاربنا الإطار التصوري الخاص بالدراسة،فهذه النظريات :
- النظريات الكلاسيكية في التنظيم .
- النظريات النيوكلاسكية في التنظيم.
- نظريات تنظيم المعدلة.
- النظريات الحديثة في التنظيم .
- النظريات السوسيولوجية الجديدة.
لتنتقل الدراسة للفصل الثالث المعنون الذي يشمل أدبيات الموضوع لمختلف المراجع من كتب،مقالات،أبحاث، التي وظفت لما يخدم أبعاد ومؤشرات الدراسة،وبالتالي هدفت هذه الدراسة من خلال هذا الفصل لتحقق من فرضيات الدراسة نظريا ،وفي سبيل هذا التحقق النظري تم توسيعه مع الفصل الرابع الموسوم بعنوان التجسيدات الامبريقية لموضوع الدراسة ،التيشملت الدراسات الميدانية التي تناولت موضوع ،وشملت دراسات شهادة الماجيستير و الدكتوراه،هدفت من خلاله لتمهيد الطريق للبحثعن دراسة ميدانية ،والتحققمن موضوع الدراسة وفرضياته عبر نتائج الدراسات المبريقية المتناولة.
لتنتقل الدراسة إلى الجانب التطبيقي الذي يشمل ثلاث فصول,فمثلما كان الفصل الأول يعبر عن الإطار التصوري الخاص بالدراسة ،كان الفصل الخامس عبارة عن إطار تصوري و منهجي للدراسة،الذي يشمل مجالات الدراسة ،لدراسة ميدان جامعة محمد الصديق بن يحيى قطب تاسوست التي تضمن كلية العلوم الإنسانية ،والاجتماعية ،وكلية العلوم الاقتصادية والتجارية ،وعلوم التسيير، بالإضافةإلى المجال الزمني والبشري، فقد اعتمدت عدة الدراسة على المنهج الوصفي بنمط المقارنة ،بين الملاحظات،والمقابلات المعتمدة في الدراسة، وتحديد أوجه التشابه واف بين الكليتين.
وهذا يبدو من خلال اعتمادها على أدوات لجمع البيانات التي تتمثل في أداة الملاحظة بالمشاركة ، التي هدفت إلى بناء إطار أولي لتقييم مؤشرات الدراسة التي تضمنت أوجه التشابه والاختلاف بين الملاحظات المسجلة لكلا الكليتين التي توصلت الى أن التشارك المعرفي موجود بدرجة كبيرة بين الأستاذ والطالب ووجود تشارك معرفي غير رسمي بين الأساتذة وبعض اللقاءات الرسمية وهذا يتضح من خلال مقابلات نصف موجهة التي هدفت إلى جمع بيانات حول الموضوع كما استعانت هذه الدراسة بأداة الاستمارة التي هدفت لجمع بيانات حول موضوع الدراسة تضمنت 78 سؤال موزعة على خمس محاور بالإضافة إلى استعانتها بالسجلات و الوثائق بهدف الحصول على صورة عامة حول ميدان الدراسة، وانطلاقا من هذه الأدوات في سبيل تحقيق الغاية منها لجأت الدراسة للعينة الغير عشوائية القصدية التي بلغ عددها 78 مفردة موزعة في كلا الكليتين لتقصد أخذ مفردات معينة والتحكم في مؤشرات الدراسة بهدف الإجابة على فرضياتها ومن الأساليب التي تم استخدامها في هذه الدراسة أسلوب التحليل الكيفي و أسلوب التحليل الكمي، لتنتقل الدراسة الحالية للفصل الموالي الموسوم بعنوان عرض وتحليل بيانات الاستمارة لتهدف الدراسة لتبويبها وعرضها في جداول مزدوجة وعليه تم عرض وتحليل بيانات الفرضية الجزئية الأولى، الثانية ، الثالثة والرابعة التي من خلالها انتقلت الدراسة إلى الفصل الأخير وهو الفصل السابع المعنون بمناقشة وتفسير نتائج الدراسة في ضوء الفرضيات والدراسات المشابهة والمقاربات النظرية وفي ضوء الأهداف.
قد توصلت هذه الدراسة الى النتائج التالية:
- الفرضية الجزئية الأولى التي مفادها "تعمل إدارة البعد الفكري والمعرفة على استخراج المعرفة الضمنية " التي تحققت بدرجة طردية ضعيفة.
- الفرضية الجزئية الثانية التي مفادها"تعمل إدارة البعد الاجتماعي للمعرفة على إدراك أهمية المعرفة الرمزية في الأفعال التي تحققت بدرجة عكسية قريبة من قوية.
- الفرضية الجزئية الثالثة التي مفادها " تعمل ادارة البعد التنظيمي للمعرفة على توجيه المعرفة الصريحة "التي تحققت بدرجة طردية ضعيفة جدا.
- الفرضية الجزئية الرابعة التي مفادها " تعمل إدارة البعد المادي للمعرفة على الجمع بين كل أ؟بعادها في محتوى المعرفة" التي تحققت بدرجة طردية ضعيفة جدا، ويتضح ذلك من خلال النتيجة العامة المتوصل إليها التي مفادها " تعمل إدارة موظفي المعرفة على تحقيق التشارك المعرفي في المؤسسات الجامعية عن طريق عملية إدارة المعرفة التي تحققت بدرجة ضعيفة جدا في ميدان جامعة محمد الصديق بن يحيى جيجل .
وفي الختام فتحت هذه الدراسة أفاق مستقبلية يمكن اعتبارها انطلاقة أكسبت هذه الدراسة تراكم معرفي ومنهجي وتعلم خطوات البحث العلمي.