Résumé:
الجامعة كمؤسسة عالمة لها نظامها ومناخها التنظيمي ومعاييرها ومعتقداتها التنظيمية التي تضبط وتوجه سلوكات الأفراد داخلها، وتحقق استقرارها وتضمن استمراريتها بعيدا عن مظاهر اللامبالاة والاهمال والتسيب بها.
واعتمادا على الشواهد الميدانية واستخلاصا لمجمل المقابلات الاستطلاعية التي أجريناها مع كثير من الأطراف التي لها علاقة بالموضوع وأيضا استنادا على جملة من القراءات والنماذج النظرية الإرشادية، تمت مساءلة الظاهرة بالصيغة التالية:
- ما علاقة الثقافة التنظيمية بمستويات التسيب الاداري في المؤسسة الجامعية؟.
ولمعالجة هذه الاشكالية نطرح التساؤلات الفرعية التالية:
- ما علاقة نظام العمل في المؤسسة الجامعية بمستويات التسيب الاداري وطبيعته فيها؟.
- ما علاقة المناخ التنظيمي في المؤسسة الجامعية بمستويات التسيب الاداري وطبيعته فيها؟.
وللإجابة على هذه التساؤلات قمنا بصياغة الفرضيات التالية:
كانت الفرضية الرئيسية كالتالي:
- للثقافة التنظيمية علاقة ذات دلالة إحصائية بمستويات التسيب الإداري داخل المؤسسة الجامعية.
والتي تفرعت عنها فرضيات جزئية هي:
- هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين نظام العمل في المؤسسة الجامعية ومستويات التسيب الإداري وطبيعته فيها.
- هناك علاقة ذات دلالةإحصائية بين المناخ التنظيمي في المؤسسة الجامعية ومستويات التسيب الإداري وطبيعته فيها.
وقد هدفت هذه الدراسة إلى فحص العلاقة المحتملة بين الثقافة التنظيمية وأحد أنماط السلوك التنظيمي والمتمثل في التسيب الإداري، وذلك من خلال التركيز على تأثيرات بعدين أساسيين هما: نظام العمل الذي يميز المؤسسة الجامعية من جهة والمناخ التنظيمي الذي تجري في سياقه عملية العمل من جهة ثانية.
وتأسيسا لما سبق فقد تم تقسيم هذه الدراسة منهجيا إلى شقين أساسيين: شق نظري؛ يتكون من 05 فصول معنونة كالتالي: موضوع الدراسة، الإطار النظري والأمبريقي للدراسة، التسيب الإداري، الثقافة التنظيمية، الجامعة كحقل للفعل الإداري، وآخر ميداني؛ يتكون من فصلين هما: الاجراءات المنهجية للدراسة، عرض وتحليل المعطيات ومناقشة النتائج.
وقد تم الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي لأنه يساعد على وصف وفهم طبيعة العلاقة مابين الثقافة التنظيمية ومستويات التسيب الإداري في الوسط الجامعي والوصول إلى تفسيرات ذات دلالة وبراهين منطقية(علمية) لها.
ولاختبار صحة الفرضيات تم القيام بتحديد مجتمع البحث لهذه الدراسة والذي تم حصره في الموظفين الإداريين بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية -قطب تاسوست- والبالغ عددهم 97 موظف وموظفة، بحيث تم الاعتماد في إجراء هذه الدراسة على العينة العشوائية الطبقية المنتظمة؛ ذلك أن المجتمع معروف وغير متجانس في خصائصه كونه يشتمل على رتب إدارية مختلفة تجعل من هذا المجتمع مجتمع طبقي.
ومنه فقد طبقت الدراسة على 39 مفردة أي بنسبة 40? وهي موزعة كالتالي: 13 مفردة من سلك الأساتذة البيداغوجيين، 04 مفردات من سلك التقنيين، 22 مفردة من سلك الإداريين مع الحفاظ على ذات النسبة.
وقد اعتمدنا في عملية جمع البيانات والمعلومات على أدوات بحثية تمثلت في: الملاحظة البسيطة بالمعايشة، المقابلة البسيطة والحرة مع الموظفين الإداريين بالكلية والجامعة كأداتين مساعدتين، بالاضافة إلى الاستبيان كأداة رئيسية بني على 42 سؤالا موزعا على ثلاثة محاور: المحور الأول خاص بالبيانات الشخصية للمفحوصين، المحور الثاني خصص للفرضية الفرعية الأولى والمتعلقة بنظام العمل والتسيب الإداري، أما المحور الثالث فقد خصص للفرضية الفرعية الثانية والمتعلقة بالمناخ التنظيمي والتسيب الإداري، بالإضافة إلى أسئلة تكميلية خاصة بالأساتذة الإداريين.
وقد تم التوصل من خلال هذه الدراسة إلى النتائج التالية:
- هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين الثقافة التنظيمية ومستويات التسيب الإداري داخل المؤسسة الجامعية.
- هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين نظام العمل في المؤسسة الجامعية ومستويات التسيب الإداري وطبيعته فيها.
- هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين المناخ التنظيمي في المؤسسة الجامعية ومستويات التسيب الإداري وطبيعته فيها.
وقد توصلت هذه الدراسة إلى جملة من التوصيات والمقترحات نذكر منها:
- ضرورة تطبيق الرقابة المستمرة على الموظفين.
- ضرورة الإلتزام بالتطبيق الصارم للقوانين على الجميع دون إستثناء ومعاقبة المخالفين لها.
- ضرورة العدالة في التعامل مع الموظفين بعيدا عن المحسوبية والجهوية، وخلق جو اجتماعي دافئ للعمل وتشجيع العمل الجماعي.
- ضرورة توفير كل الظروف الفيزيقية والمعنوية والأدوات والوسائل اللازمة والمساعدة على العمل بكل أريحية وفعالية.