Abstract:
إن الاستخدام الأمثل للموارد البشرية يتطلب الاستمرار بتطوير معلومات الأفراد ولا يأتي ذلك إلا بتنمية القوى البشرية التي تتم من خلال التكوين الذي يعتبر أحد أهم المتطلبات الضرورية لأي سياسة تتبناها المؤسسة من أجل تحسين مستوى مواردها البشرية وتنمية مهاراتهم وتعميق خبراتهم من أجل مواكبة ومسايرة التطورات الحاصلة في بيئة العمل، فهو يسمح للمؤسسة بتحقيق النتائج المطلوبة كما يسمح للموظفين الحصول على شروط تمكنهم من الصمود والارتقاء في السلم الوظيفي من خلال الترقية الوظيفية فهي حافز يطمح له كل موظف يتحصل على تكوين ناجح.
وتناولت هذه الدراسة موضوع " التكوين وأثره على الأداء الوظيفي للعمال " دراسة ميدانية بالمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني " شابوني إدريس "، وهدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مدى مساهمة التكوين والتدريب في دفع العاملين بالتميز في أدائهم.
ولتحقيق هذه الأهداف والتحكم في الموضوع أكثر قمنا بطرح تساؤل رئيسيمفاده: كيف يؤثر التكوين على الأداء الوظيفي للعمال؟
وانطلاقا من هذا السؤال صيغت ثلاث أسئلة فرعية:
˗ هل تساهم دورات التكوين في تفعيل المهام والأدوار؟
˗ هل للتكوين دور في أداء العمال؟
˗ هل يساهم التكوين في رفع الروح المعنوية لدى العمال؟
وفي ظل هذه الأسئلة وضعنا ثلاث فرضيات للإجابة عليها وكانت:
تساهم دورات التكوين في تفعيل المهام والأدوار.
التكوين المستمر للعمال يمنح لهم فرصة الترقي في السلم الوظيفي.
يساهم التكوين في رفع الروح المعنوية لدى العمال.
ولإثبات صحة هذه الفرضيات قمنا بالنزول إلى الميدان، فالدراسة لا تكتمل إلا بالإجراءات المنهجية كالمنهج، العينة، الاستبيان، المقابلة.
وقد استخدمنا في دراستنا المنهج الوصفي الذي يهتم بشرح وتوضيح الأحداث والمواقف المختلفة المعبرة عن الظاهرة، ومحاولة تحليل الواقع الذي تدور حوله الأحداث قصد الوصول إلى استنتاجات منطقية تسهم في حل المشكلات، وتم اختيار العينة القصدية نظرا لطبيعة الموضوع، حيث كان عدد أفراد العينة 77 عاملا من أصل 153 عامل.
وقد اعتمدنا على الاستبيان كأداة رئيسية لجمع البيانات، هذا الأخير يحتوي على أسئلة حول البيانات الشخصية، ومجموعة من الأسئلة حول الموضوع موجهة إلى العاملين، إضافة إلى المقابلة والملاحظة والاعتماد على الأسلوبين الكمي والكيفي.
وبعد جمع المعلومات والبيانات عن طريق توزيع الاستبيان على المبحوثين قمنا بتفريغ وتحليل المعطيات ومناقشتها ومن ثم استخلاص مجموعة من النتائج، وهكذا توصلنا إلى تحليل الفرضيات الجزئية، ومن هنا تبين لنا الأثر الإيجابي للتكوين على أداء العاملين.