Résumé:
الحذف فن وغاية في حد ذاته فلقد عرفته العرب قديما ، وأدخلوه حتى في أبواب الكلام ، فكانوا يميلون إلى الاختصار والإيجاز ، وتقديم جوامع الكلم للمتلقي فكانت الكلمات القليلة تعبر عن المعاني الكثيرة ،ومع مجيء القرآن الكريم لم يكن بدعا من القول ،فقد كان فيه الحذف بكثرة ، ونحن إذ نتحدث عن الحذف لابد أن نشير إلى أن الذكر هو الأصل في الكلام ،ولكن المولى عز وجل أورد الحذف وبكثرة في كتابه العزيز سواء تعلق الأمر بالأسماء ،أو الأفعال ،أو الحروف أو الجمل وهذا ما لاحظناه جليا في دراستنا هذه حول الحذف في "سورة المائدة "، فكان غرضه الإيجاز ، وأحيانا البيان بعد الإضمار ، كما نجد أن المولى عز وجل عمد إلى الذكر في سور أخرى وحذف في سورة المائدة وهذا في باب المتشابه في القرآن الكريم مقدما أبعادا بلاغية ومقصدية كثيرة