Abstract:
تناولت الدراسة موضوعا بعنوان
الثقافة التنظيمية والتجديد التكنولوجي في المؤسسة الصناعية الجزائرية
ويندرج هذا الموضوع ضمن مواضيع علم اجتماع التنظيم والعمل، وله أهمية كبيرة مرتبطة بالحتميات التكنولوجية في الوقت الحالي، حيث بات التجديد التكنولوجي بكل المفاهيم المرتبطة به معطى تنظيمي مطلوب بدونه هناك خلل في نشاط المؤسسة، ولن تستطيع قطعا المواصلة ولا المنافسة
وقد حاولت هذه الدراسة تطبيع الموضوع سوسيولوجيا بدمج المتغيرات الخاصة به والموزعة في الأبعاد والمؤشرات الممثلة له بالطابع الاجتماعي المتمثل في تفاعل العاملين مع العناصر الأساسية للثقافة التنظيمية والتي تتميز بالتأثير الكبير على جميع المتغيرات التنظيمية فقد جاء تعريفها على أنها هي مزيج متكاملٌ ومتداخلٌ بين مجموعة من العناصر التي تتسم بالضبطية؛ حيث تمتلك القدرة على التأثير المباشر والغير مباشر على السلوك، وتنحو في أهدافها المدروسة إلى تنظيم السلوك في المؤسسة وتوجيهه لما يخدم الأهداف العامة لها، وتتمثل هذه العناصر في الاجراءات التنظيمية والقيم التنظيمية والتنظيم الداخلي للمؤسسة، باعتبارها أهم العناصر الثقافية ذات الضبطية السلوكية، حيث تتفاعل هذه الأخيرة مع العناصر البشرية في المؤسسة على اختلاف مستوياتهاالتنظيمية لتشكل في الأخير السلوك التنظيمي الذي يتكون بدوره من الالتزام والانضباط والتفاعل الاجتماعي والسلوك القيادي ويظهر في شكل الأداء والانتاجية في مجمل حاصله، وقد يتميز بالطابع الابتكاري والابداعي إذا كانت المؤسسة تمتلك مواردا متنوعة لتحقيق ذلك خاصة على المستوى الإداري والتنفيذي، إلا أنها تنطلق من المستوى الأعلى المسؤول على التسيير العام للمصنع، مما يخلق شبكة التفاعل بين الأطراف الفاعلة في المصنع وهم المسؤولين والعاملين، ويدخل هذا التفاعل ضمن التنميط العام للعلاقة بينهما في جميع المؤسسات وهو الضبط والإلتزام ، الأمر الذي سيجعل أي قصور في أحدهما يؤثر على النشاط العام للمؤسسة ومن ثمة على العمليات التفاضلية بمتغيراتها العديدة، ومنها التجديد التكنولوجي، والذي يكمن تأثيرها فيه في تجهيز الأرضية له من خلال ايجاد بيئة تكنولوجية متجددة تتسم بفعالية الأداء وسرعة التنفيذ والخبرة والتحكم في وسائل الانتاج الحديثة إضافة إلى احتواءها على آليات محسوبة في العمل، ثم العمل على ضبطه ومتباعته من خلال النظام الداخلي لها الذي سيسمح تفاعل العاملين معه بتحقيق ضبط العمل التقني وأخيرا بتحفيزه والسعي إلى تحقيقه من خلال تكييف القيم للاستغلال الامثل للمعارف التكنولوجية، والحقيقة أن هذه الدراسة سعت إلى استكشاف النقاط المذكورة وصفيا من خلال معرفة دور العناصر المختارة في الثقافة التنظيمية على التجديد التكنولوجي فقد أجابت على سؤال عام مفاده:
ما هودور الثقافة التنظيمية في التجديد التكنولوجي في المؤسسة الصناعية الجزائرية؟
وقد انتهجت المنهج الوصفي لملائمته لمساعي توصيف واقع دور الثقافة التنظيمية في التجديد التكنولوجي في النواحي المختارة فيه
وقد خلصت النتائج المستنبطة من معرفة موافقة العاملين على بنود استدلالية من خلالها كان بإمكاننا الحكم عن واقع الدور، كانت موزعة في استمارة، مدعمة بمجموعة من المقابلات والملاحظات لمجتمع تم تطبيق المسح الشامل عليه وهو المديرية التقنية في مصنع الكوابل بسكرة باعتبارها بؤرة التجديد التكنولوجي إلى:
-للثقافة التنظيمية دور في التجديد التكنولوجي من خلال عناصرها التنظيمية وهي الاجراءات التنظيمية والتشريع الداخلي و القيم التنظيمية