Résumé:
المصطلح خلاصة العلم، وأداة التواصل بين الشعوب بهدف تبادل العلوم والمعارف، وتوحيد الجهود والوسائل، واستثمارها لدفع وتِيرة التقدّم العلمي إلى الأمام؛ ولذلك تأسّس علم المصطلح في العصر الحديث من أجل النظر في طبيعة العلاقة التي تربط بين المفاهيم العلمية، والحدود اللغوية التي تعبّر عنها، وإقامتها وفق أسُس صحيحة.
وقد أدرك علماء الأصول أهمية المصطلح في وقت مبكّر فنظروا إلى الألفاظ في علاقتها بـِمعانيها، ولم ينظروا إليها في ذاتها؛ ولذا تميّزت مباحثهم الدَّلالية بالدقة والعمق، وظلّت محلّ نظر وتدبّر على امتداد الزمن.
وإذا كان الإمام الشافعي قد أكّد على ضرورة استقراء نصوص الكتاب والسنة، ومعهود كلام العرب؛ فإنّ الإمام الشاطبي شدّد على ضرورة فهم النص، ومحاولة تنزيله في الواقع الـمَـعيش.
وللنّظر الأصولي في بحثه عن المعنى عواملُ عديدة أثبت فاعليتها أصحاب الدرس اللِّساني الحديث، ومنها السّياق بنوعيه، بالإضافة إلى ما يطلبه موقف التداول من أساليبَ لغوية مختلفة بيّنها علماء الأصول، وكانت لأصحاب الدّرس اللّساني فيها آراء دقيقة، إذ فصّلوا القول فيها بعد النظر، والفهم، والتدبّر.