Résumé:
تهدف هذه الدراسة الموسومة ﺑ "الإشهار التلفزيوني وثقافة الذوق لدى المستهلك الجزائري" إلى التعرف على الكيفية التي يشتغل بها الإشهار التلفزيوني من اجل التأثير على قرارات وأذواق المستهلكين. وبما أن هذه الدراسة تبحث في الدلالات السيميولوجية التي يتضمنها الإشهار التلفزيوني ويوظفها للتأثير في ثقافة ذوق المستهلك الجزائري فقد انطلقت الدراسة من إشكالية مفادها: كيف يساهم الإشهار التلفزيوني في تشكيل ثقافة الذوق لدى المستهلك الجزائري؟ ، ومن هذا المنطلق حاولنا طرح أسئلة فرعية للتعرف على مظاهر الذوق المتجلية في الإشهار التلفزيوني الجزائري و دلالتها السيميولوجية ومعرفة كيف يستغل الإشهار التلفزيوني مكونات الذوق للتأثير في ميول المستهلك الجزائري وذوقه ، ومعرفة كيف يتم تجسيد ثقافة الذوق في اللباس والموسيقى والأكل والألوان والديكور في الإشهار التلفزيوني، وهل تعكس ثقافة المجتمع الجزائري وذوقه العام أم أنها تحمل في طياتها ثقافة ذوق الأخر، وكذا معرفة إلى أي مدى يساهم الإشهار التلفزيوني الجزائري في توجيه ذوق المستهلك نحو شراء السلع المعلن عنها عبر الإشهار التلفزيوني الجزائري وهل تؤثر عناصر الإشهار الجزائري( الألوان والموسيقى والألبسة والشعارات...) على ذوق المستهلك الجزائري، إضافة إلى معرفة ما إذا كانت العناصر الثقافية وعنصر الجمال تساهمان في تشكيل ثقافة الذوق لدى المستهلك الجزائري.
وللإجابة على إشكالية الدراسة وتساؤلاتها اعتمدت الباحثة على المنهج التحليلي السيميولجي؛ باعتباره أحد المناهج الكيفية التي تساعد في تحليل وتفسير المعاني الضمنية والكشف عن الأبعاد والدلالات السيميولوجية التي يتضمنها الإشهار التلفزيوني الجزائري بالاعتماد على مقاربة رولان بارث بوصفها مقاربة لتحليل الومضات الإشهارية التلفزيونية والتي تبث عبر القناة الجزائرية الأولى وقناة النهارTV والشروق TVوالتي اخترنا منها عينة مكونة من 09 إشهارات تم اختيارها بطريقة قصديه تتناسب وطبيعة موضوع الدراسة. أما بالنسبة للشق الميداني للدراسة تم الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي بحكم أن هذا النوع من الدراسات ينتمي إلى الدراسات الوصفية، كما تم الاعتماد على أداة الاستبيان للحصول على البيانات والمعلومات المطلوبة التي تجيب على إشكالية وتساؤلات الدراسة، والتي تم توزيعها على عينة من المستهلكين بولاية جيجل بطريقة قصديه وبطريقة تحقق لنا أغراض البحث والوصول إلى نتائج تخدم الدراسة.
وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج مفادها أن من مظاهر الذوق المتجلية في الإشهار التلفزيوني الجزائري نجد الذوق العام الذي ينعكس من خلال توظيف اللباس والموسيقى والأكلات واللغة المحلية والزينة التقليدية التي تعبر عن ثقافة وذوق المستهلك الجزائري وتجسد لنا الموروث الثقافي الجزائري، وفي المقابل نجد هناك مظاهر ذوق تعبر عن موضة اللباس والديكور العصري الذي يجسد لنا ثقافة ذوق الغرب في اختيار اللباس والديكور الداخلي، وهذا ما يعرف بالازدواجية في توظيف ثقافة الذوق، حيث جمعت الومضات بين ثقافة ذوق تعبر عن الذوق العام للمجتمع الجزائري وثقافة ذوق غربية تعبر عن ثقافة العولمة التي تسعى إلى توحيد أذوق الجماهير في جميع أنحاء العالم، كما جسدت لنا الومضات الإشهارية الذوق الخاص من خلال توظيف مصمم الإشهار للألوان والصورة والشعارات الجذابة التي تعمل على إثارة حاسة الذوق لدى المستهلك أو ما يعرف بالذوق الحسي الذي يتم إدراكه عن طريق الحواس، ولا ننسى تجليات الذوق الجمالي واللغوي الذي كان حاضرا في جميع الومضات الإشهارية التي تم تحليلها سيميولوجيا. كما لا ننسى نتائج الدراسة الميدانية التي أثبتت بأن الإشهار التلفزيوني الجزائري يساهم بدرجة كبيرة في توجيه ذوق المستهلك نحو المنتجات المعلن عنها، وذلك بفضل الأساليب الإقناعية المعتمدة داخل الإشهار وعنصر الثقافة والجمال الموظفان في الإشهار التلفزيوني والذي يؤثر بشكل إيجابي على الذوق الخاص للمستهلكين، ويثير لديهم الرغبة في تذوق وشراء المنتجات التي تظهر عبر الإشهار التلفزيوني الجزائري، كما كشفت نتائج الدراسة أن المنتجات المتعلقة بالمواد الغذائية ومنتجات التنظيف والأجهزة الكهرومنزلية من بين أكثر المنتجات التي تحقق للمبحوثين حاجتهم الجمالية والذوقية.