Résumé:
تسعى هذه الدراسة المعنونة بـ " شعرية النسق والدلالة في الخطاب الروائي الجزائري المعاصر" إلى الجمع بين حقلين معرفيين بقدر ما هما متناقضين نجدهما متكاملين، هما الجانب اللغوي الجمالي للخطاب الروائي والجانب الثقافي التاريخيى له، حيث تعتمد هذه الدراسة على طروحات التحليل الثقافي لاستنطاق كنه الخطابات الروائية الجزائرية المعاصرة، والبحث عن الأنساق المضمرة المتوارية خلف الجانب اللغوي الجمالي للخطاب، فالأنساق الثقافية هي أنساق مخاتلة مراوغة، وتسعى دائمًا إلى التخفي والاختباء مستعينةً في ذلك باللغة المنمّقة والاستعارات والإحالات والمتخيّل الذي يجعل من اللغة العادية لغة غير عادية، وأنّ الجمع بين هذين الجانبين أمر لا بد منه، لأنّ الخطاب الروائي هو خطاب أولاً جمالي قوامه اللغة الشعرية وميزته تلك الخاصية الشعرية التي تميزه عن باقي الخطابات الأخرى، وفي الوقت ذاته نجذ أنّ هذا الخطاب يحوي في بنيته العميقة الكثير من المضمرات الثقافية والتاريخية والاجتماعية والكثير من القضايا المسكوت عنها في السياسة والدين والجنس، فقد وجدنا أنَّ هذا الخطاب قد انفتح على كل العوالم الممكنة؛ على التاريخ والسياسة وخطاب السلطة من مؤسساتها والهوية والغيرية والجنوسة والدين والجنس وعلاقات الأنا والآخر وما يندرج تحتهما كما وجدناهُ محملاً بالعديد من الأنساق الإيديولوجية.
ومنه فالخطاب الروائي الجزائري المعاصر خطابٌ منفتح بفعل خاصية الحوارية التي تجعل منه فسيفساء، حيث يجمع في بنيته العميقة الكثير من المعارف واللغات والأصوات، وهذا ما يمنحه جمالية ويمده بالعديد من الدلالات اللامتناهية