Résumé:
لقد اعتبرت العلاقات العامة على مدى السنوات الماضية وظيفة ثانوية، لا يلجأ إليها إلا في حالات خاصة وظروف محددة، لكن في السنوات الأخيرة لم يبق الأمر على حاله بحيث أصبحت العلاقات العامة وظيفة أساسية لا يستغنى عنها في الإدارات المعاصرة فتولى إليها مهام التنظيم والاتصال الداخلي والتواصل مع الجمهور الخارجي.
ومن الملاحظ التأخر في تطبيق مبادئ العلاقات العامة فعليا في إدارات المجتمع الثالث إذ لا تزال مهمشة، إلى درجة أنها لا تأخذ أي مكانة في التنظيم الإداري وحتى أن مسؤولي المنظمات لا يعون أهميتها كوظيفة لا بد من وجودها ولا يستغنى عنها أو حتى التفكير في إجراء تعديلات في الهيكل الإداري بجلب متخصصي في العلاقات العامة .
ونظرا لهذا جاءت هذه الدراسة كمحاولة منا لإلقاء الضوء على واقع العلاقات العامة في الإدارة المحلية الجزائرية، ومدى إعطائها المكانة اللائقة بها من خلال دراسة وسائلها وأساليبها ومعرفة أنشطتها والمعيقات التي تحد من فاعليتها .
ومن جملة ما دفعنا لاختيار مديرية التربية كنموذج عن الإدارة المحلية الجزائرية أسباب موضوعية التي كانت الدافع الأساسي وأخرى ذاتية ولعل أبرزها:
- تزايدأهمية العلاقات العامة في وقتنا المعاصر، ما دفعنا للبحث عن مدى تجسيدها واقعيا في مختلف الإدارات والمؤسسات الجزائرية.
- الوقوف على أهمية العلاقات العامة كفرع من فروع علوم الإعلام الاتصال في الإدارة المحلية خاصة منها مديرية التربية.
- الفضول العلمي أحد أهم الأسباب الذي دفعنا لمعرفة واقع العلاقات العامة في الإدارة المحلية، ومديرية التربية لولاية جيجل على الخصوص.
- المكانة التي تتبوؤها مديرية التربية في التنظيم الاجتماعي دفعنا إلى اختيارها كنموذج دراسة.
وتكتسب الدراسة أهميتها من أهمية العلاقات العامة كفرع من فروع علوم الإعلام والاتصال ومكانتها في المؤسسات الحديثة على اختلاف أنشطتها وأهدافها خاصة أنه يدرس الإدارة المحلية وعنايته بأهم قطاعات المجتمع و هو قطاع التربية.
وقد تجسدت أهداف الدراسة التي أجريت بمديرية التربية لولاية جيجل والموسومة بواقع العلاقات العامة في الإدارة المحلية الجزائرية في :
- تناول مكانة العلاقات العامة في مديرية التربية لولاية جيجل كنموذج عن الإدارة المحلية.
- التعرف على أهم الأساليب والوسائل الاتصالية للعلاقات العامة في مديرية التربية لولاية جيجل.
- معرفة مدى اهتمام مديرية التربية لولاية جيجل بتوظيف مختصين في العلاقات العامة.
- الوقوف على المعوقات ومشاكل التنسيق التي تواجه العلاقات العامة بمديرية التربية لولاية جيجل.
- الكشف من خلال الدراسة على اقتراحات، وتوصيات جديدة يمكن الاستفادة منها مستقبلا.
- تزويد المهتمين بالموضوع بمجموعة من المعارف النظرية والميدانية.
وقد اعتمدنا في دراستنا على المنهج الوصفي التحليلي لأنه الأنسب لدراسة واقع العلاقات العامة في الإدارة المحلية الجزائرية كما يسمح بتحليل وتفسير البيانات بالاعتماد على الأسلوب الإحصائي المساعد على تحويل المعطيات من الصيغة الكيفية إلى الكمية القابلة للقياس، وهذا من خلال الاعتماد على العينة الطبقية العشوائية، وذلك باستخدام أداة الاستبيان كأداة رئيسة أما المقابلة و الملاحظة فأداتين مساعدتين لجمع البيانات، انطلاقا من التساؤل الرئيسي التالي:
ما هو واقع العلاقات العامة بمديرية التربية لولاية جيجل ؟
وقمنا بتفصيل هذه الإشكالية بطرح التساؤلات الفرعية التالية:
- هل تولي مديرية التربية لولاية جيجل أهمية كبيرة لنشاط العلاقات العامة فيها ؟
- ما هي الوسائل والأساليب الاتصالية التي تستخدمها مديرية التربية لولاية جيجل في ممارستها للعلاقات العامة ؟
- ما هي المعيقات التي تواجه نشاط العلاقات العامة في مديرية التربية لولاية جيجل؟
أما فرضيات دراستنا فهي كالتالي:
1- نفترض أن مديرية التربية لولاية جيجل لا تولي مكانة ذات أهمية كبيرة للعلاقات العامة.
2- تستخدم مديرية التربية لولاية جيجل في نشاطها للعلاقات العامة العديد من الوسائل والأساليب الاتصالية كالمطبوعة والسمعية والالكترونية وغيرها.
3- يعد عدم إعطاء أهمية كبيرة للعلاقات العامة بمديرية التربية لولاية جيجل أهم المعيقات التي تواجهها .
وفي ما يخص المجال المكاني الذي يحدد مكان إجراء دراستنا فهو مديرية التربية لولاية جيجل، حيث أخذناها كنموذج عن الإدارة المحلية، ويبدأ المجال الزمني لدراستنا من يوم الشروع في وضع الأبجديات الأولى لها أوائل شهر ديسمبر 2016 لننهيها أواخر شهر ماي 2017، وفيما يخص الجانب البشري فهو عينة من موظفي مديرية التربية والذين تم اختيارهم وفق العينة الطبقية العشوائية والتي بلغت 95 مفردة من مجتمع الدراسة البالغ عدده 190.
وكسائر بحوث الطلبة واجهت دراستنا عراقيل في الجانب النظري والميداني يمكن شملها في النقاط الآتية :
- نقص الدراسات المتخصصة و المرتبطة بموضوع العلاقات العامة في الإدارة المحلية.
- نقص المراجع الأجنبية في المكتبات الجزائرية والتي تختص بالعلاقات العامة.
- تردد مسؤولي المديرية بالسماح لنا بتوزيع استمارات الدراسة على الموظفين.
وقد خلصنا في نهاية دراستنا إلى جملة من النتائج هي :
بالرغم من وعي المبحوثين بماهية العلاقات العامة واعتبارها وظيفة اتصالية أساسية والاهتمام النسبي للقائمين على مديرية التربية بالصورة الذهنية لدى الجمهور الخارجي ورأيه بها إلا أن العلاقات العامة لا تحظى بمكانة ذات أهمية كبيرة في مديرية التربية لولاية جيجل استنادا إلى ما يلي :
- غياب قسم أو جهاز أو حتى مكتب للعلاقات العامة بمديرية التربية.
- رغم اعتماد المديرية على وسائل اتصالية متنوعة إلا أنها تعاني نقص في الأساليب والأنشطة الاتصالية المستخدمة.
- عدم مشاركة الجمهور الداخلي للمديرية في الرأي وفتح المجال لهم لإعطاء اقتراحات عمل ما يؤثر على أدائهم.
- غياب دورات تدريبية في الاتصال لموظفي مديرية التربية.
- تعد النظرة البيروقراطية لمسؤولي المديرية أهم معيق يواجه عمل العلاقات العامة بها فهم لا يولونها أهمية من خلال جعلها وظيفة أساسية، وكذا قلة وقدم الوسائل الاتصالية المستخدمة و عدم الاعتماد على مختصين بالعلاقات العامة.
وقد ختمنا دراستنا بجملة من الاقتراحات و التوصيات التي نرجو أن تجد آذانا صاغية لدى القائمين على الإدارة المحلية الجزائرية، وأن تضيف قيمة علمية للبحوث و الدراسات القادمة.