واقع الإستقرار الأسري عند الأم العاملة في المجتمع الجزائر

Abstract

واقع الاستقرار الأسري عند الأم العاملة في المجتمع الجزائري يعكس تفاعلًا معقدًا بين التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي يشهدها المجتمع. مع تزايد مشاركة المرأة في سوق العمل، أصبحت قضية التوازن بين العمل والأسرة تحديًا كبيرًا للأمهات العاملات، مما يؤثر على استقرار الأسرة بشكل عام. فيما يلي تحليل لهذا الواقع: ________________________________________ 1. التغيرات الاجتماعية والاقتصادية " زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل: في العقود الأخيرة، شهدت الجزائر زيادة ملحوظة في نسبة النساء العاملات، خاصة في القطاعات التعليمية والصحية والإدارية. هذا التغيير جاء نتيجة لتطور التعليم العالي لدى النساء وزيادة وعيهن بحقوقهن الاقتصادية. " الضغوط الاقتصادية: في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الجزائر، أصبحت مساهمة المرأة في الدخل الأسري ضرورة لتحسين مستوى المعيشة، مما زاد من عدد الأمهات العاملات. ________________________________________ 2. تأثير العمل على الاستقرار الأسري " التحديات الزمنية: تواجه الأم العاملة صعوبة في التوفيق بين ساعات العمل الطويلة ومسؤولياتها الأسرية، مما قد يؤدي إلى إهمال جانب من الأدوار الأسرية، مثل متابعة الأطفال دراسيًا أو توفير الدعم العاطفي. " التعب والإرهاق: العمل خارج المنزل قد يعرض الأمهات للإرهاق الجسدي والنفسي، مما ينعكس سلبًا على علاقتهن بأفراد الأسرة، وخاصة الأبناء. " التفكك الأسري المحتمل: في بعض الحالات، قد يؤدي انشغال الأم العاملة إلى تقليل التواصل بين أفراد الأسرة، مما يؤثر على تماسكها واستقرارها. ________________________________________ 3. دور الثقافة المجتمعية " التقاليد والأدوار النمطية: لا تزال الثقافة الجزائرية التقليدية تُحمّل المرأة المسؤولية الكبرى في إدارة شؤون المنزل وتربية الأطفال، مما يزيد من الضغوط على الأم العاملة. " النظرة الاجتماعية: في بعض الأحيان، تواجه الأم العاملة انتقادات من المجتمع أو الأقارب بسبب عملها خارج المنزل، خاصة إذا كان ذلك على حساب رعاية أطفالها أو زوجها. ________________________________________ 4. دور الزوج والأسرة الممتدة " دعم الزوج: يلعب الزوج دورًا محوريًا في تحقيق الاستقرار الأسري. فإذا كان الزوج متعاونًا ويشارك في المسؤوليات المنزلية وتربية الأطفال، فإن ذلك يخفف من الضغوط على الأم العاملة. " الأسرة الممتدة: في المجتمع الجزائري، لا تزال الأسرة الممتدة تلعب دورًا داعمًا للأم العاملة، حيث يمكن للأجداد أو الأقارب المساعدة في رعاية الأطفال وإدارة المنزل. ________________________________________ 5. التحديات التي تواجه الأم العاملة " غياب الدعم المؤسسي: تعاني الأمهات العاملات من نقص في الدعم المؤسسي، مثل غياب دور الحضانة الملائمة في أماكن العمل أو عدم وجود سياسات مرنة تسمح بموازنة العمل والأسرة. " التوتر النفسي: قد تشعر الأم العاملة بالذنب لعدم قدرتها على تلبية جميع احتياجات أسرتها، مما يؤثر على صحتها النفسية واستقرار الأسرة. ________________________________________ 6. الجوانب الإيجابية " الاستقلالية المالية: عمل المرأة يوفر لها استقلالية مالية ويعزز مكانتها داخل الأسرة، مما يمكن أن يساهم في تحقيق توازن أفضل في العلاقات الأسرية. " نموذج إيجابي للأبناء: الأم العاملة قد تكون نموذجًا إيجابيًا لأبنائها، خاصة البنات، حيث تشجعهن على السعي نحو تحقيق أهدافهن التعليمية والمهنية. ________________________________________ 7. الحلول والمقترحات " تعزيز سياسات دعم الأم العاملة: مثل توفير دور حضانة في أماكن العمل، وتقليل ساعات العمل، أو السماح بالعمل عن بعد. " توعية المجتمع: تغيير النظرة النمطية تجاه دور المرأة العاملة وتعزيز مفهوم المشاركة في المسؤوليات الأسرية بين الزوجين. " دعم الأسرة الممتدة: تشجيع دور الأسرة الممتدة في تقديم الدعم للأم العاملة، مع الحفاظ على التوازن بين الاستقلالية والدعم. ________________________________________ الخلاصة: واقع الاستقرار الأسري عند الأم العاملة في المجتمع الجزائري يعكس تحديًا كبيرًا في التوفيق بين العمل والأسرة. في حين أن العمل يوفر فرصًا للاستقلالية المالية وتعزيز مكانة المرأة، إلا أنه يتطلب دعمًا اجتماعيًا ومؤسسيًا لضمان استقرار الأسرة وتماسكها. تحقيق هذا التوازن يتطلب جهودًا مشتركة من الأسرة والمجتمع والمؤسسات الحكومية.