Résumé:
تمت الدراسة الحالية لهدف معرفة علاقة رقمنة العمل بتحقيق الذات في التنظيمات الإدارية، حيث يتمحور هذا الهدف بإيجازه في الوصف والقياس الميداني لمتغيري تحقيق الذات ورقمنة العمل لدى عينة من الإدارين بجامعة محمد الصديق بن يحي. وقد تم التوصل إلى عرض الدراسة الحالية بعد فهم ودراسة الكلمات المفتاحية الموضحة كالتالي: الذات، تحقيق الذات، فاعلية الذات، مرونة الذات، الوعي الذاتي، رقمنة العمل، التقنيات الرقمية، التحولات الرقمية، الرفاهية الرقمية، التراكم المعرفي الرقمي، التنظيمات الإدارية.
وجرت الدراسة المعنية وفق الإشكال الرئيسي الموضح كالآتي:
ما علاقة رقمنة العمل بتحقيق الذات داخل التنظيمات الإدارية؟
بحيث إشتقت منه التساؤلات الفرعية التالية:
ماعلاقة استخدام التقنيات الرقمية في العمل بتحقيق فاعلية الذات داخل التنظيمات الإدارية؟
ما علاقة التحولات الرقمية في العمل بمرونة الذات داخل التنظيمات الإدارية؟
ماعلاقة الرفاهية الرقمية في العمل بتحقيق الوعي الذاتي داخل التنظيمات الإدارية؟
ماعلاقة التراكم المعرفي الرقمي في العمل بتعزيز تقديرالذات داخل التنظيمات الإدارية؟
وبعد الإطلاعات النظرية والميدانية تم تقسيم الدراسة إلى جزئين متكاملين جزء نظري وتضمن أربعة فصول(04) نظرية، إنطلقت من تحديد المفاهيم بدقة، ثم إستعراض التراث النظري بين الدراسات المحددة له والنظريات المعنية بشرحه، ومن جهة أخرى سعينا إلى الإلمام بالكتابات التي تضمنت مختلف المعلومات الملمة حول الموضوع ، واشتملت هذه الأخيرة على الفصل الثالث بعنوان رقمنة العمل وتحقيق الذات، ثم بعد الإنتهاء منه، إنتقلنا إلى الفصل الرابع و هو بعنوان رقمنة العمل وتحقيق الذات في التنظيمات الإدارية. في حين قادنا البحث إلى إستقراء وإستنباط نظري وإمبريقي لتحقيق الذات أثناء ممارسة رقمنة العمل في التنظيمات الإدارية الجزائرية. وبهذا قد وضعنا سلم مكون من أربعة(04) درجات تعكس محتوى فاعلية الذات، مرونة الذات، الوعي الذاتي، ثم حصول التقدير، وهو بذلك يجعل المبحوثين في رحلة السعي وراء تحقيق هذه الذات في التنظيمات الإدارية.
ثم الجزء الثاني والذي اشتمل على ثلاثة فصول(03) ميدانية، ابتدأنا فيها بفصل الإجراءات المنهجية حيث قمنا بتحضير الفروض للإختبار، وفق تحديد المجالات ، ثم تحديد المنهج وهو المنهج الوصفي ثم إخترنا أدوات الدراسة وفقا للمنهج المعتمد، وضمن مجالات الدراسة المحدد، وبالإضافة إلى محتوى المادة العلمية التي ساهمت بشكل كبيرفي تحديد هذه الخطوات، ثم إنتقلنا إلى تحديد المجتمع المناسب للدراسة وهو مجتمع الموظفين الإدارين، وذلك يتناسب مع مجال الدراسة المحدد، ثم إنتقلنا إلى التخمين في الأساليب الإحصائية الكمية والكيفية المناسبة لإختبار الفروض، وضمن الخطوات المحددة سابقا. وبهذا نحن نقرر الطريق المنهجي لإختبار الفرض القائل أنه توجد علاقة ارتباطية بين رقمنة العمل وتحقيق الذات في التنظيمات الإدارية.
بعد الإنتهاء من الإجراءات المنهجية للدراسة، قمنا بالإنتقال إلى الفصل السادس بعنوان عرض وتحليل بيانات الدراسة قمنا بإخضاع سبعة وأربعون (47) بندا للإختبار، تم تفريغ البيانات في جداول، وقد تضمنت هذه الأخيرة التكرارات والنسب الإحصائية المناسبة لإستقراء الفروض كميا وكيفيا وفق المنهج المختار. وقد أعطت هذه الأساليب نتائج إرتباطات دالة على فعلية المؤشرات والأبعاد التي تعكس صدق الفروض.
وأخيرا الفصل السابع و الأخير، تم مناقشة نتائج الدراسة في ضوء المجتمع المدروس، التراث النظري، الفروض الفرعية محور الدراسة، وهدف الدراسة، وتوصلنا إلى أن النتائج المتحصل عليها تعكس جدية الفرض العام، وهي محققة بدرجة متوسطة، وتعكس فعلية ماقمنا بدراسته من الفصل الأول إلى الفصل الأخير. وتوصلت الدراسة الحالية إلى ثبوث الفرضيات الفرعية بدرجة متوسطة وهي ممثلة كالآتي:
- توجد علاقة بين استخدام التقنيات الرقمية في العمل وتحقيق فاعلية الذات داخل التنظيمات الإدارية بدرجة متوسطة وهي 50%.
- توجد علاقة بين التحولات الرقمية في العمل وتحقيق مرونة الذات داخل التنظيمات الإدارية، وفق درجة جيدة وتقدر ب64.11%.
- توجد علاقة بين الرفاهية الرقمية في العمل وتحقيق الوعي الذاتي داخل التنظيمات الإدارية، بدرجة متوسطة وهي 56.15%.
- توجد علاقة بين التراكم المعرفي الرقمي في العمل وتعزيز تقدير الذات داخل التنظيمات الإدارية بدرجة متوسطة وهي 56.09%.
ومن هذا تم ثبوت صحة الفرض العام القائل بأنه: توجد علاقة بين رقمنة العمل وتحقيق الذات في التنظيمات الإدارية، بدرجة متوسطة وهي 56.59%.
وانتهت الدراسة بمجموعة من القضايا والتوصيات المختارة ضمن الحفاظ على المجتمع المدروس، وتحفيزه للوصول إلى الإبداع الذاتي والتنظيمي، وتضمنت هذه التوصيات مايلي:
1-ضرورة مواصلة البحوث في هذا الموضوع للوصول إلى القياسات الفعلية التي تعكس متغيرين الدراسة بما يحافظ على الاستقرار لهذا التنظيم الإداري.
2- العمل على تطوير سلك الرقمنة في أطواره الأخرى وتوفيره لدى كل موظفين الكلية من الإدارة العليا إلى الدنيا أو العكس الصحيح.
3-العمل على مرونة العلاقات الإنسانية والإجتماعية أكثر فأكثر للحفاظ على متغير تحقيق الذات في المجتمع المدروس.