واقع إعداد رواد الأعمال في الجامعة الجزائرية

Abstract

إنطلاقا من الإهتمام المتزايد بمجال المقاولاتية وإعداد رواد الأعمال بالجزائر بصفة عامة وبالجامعة بصفة خاصة، ومع الغموض الذي ينتاب الطلبة حول كيفية إنجاز مذكرة تخرج مؤسسة ناشئة دفعنا للبحث في هذا الموسوم بواقع إعداد رواد الأعمال بجامعة جيجل، خاصة وأن موضوع إعداد رواد الأعمال له أهمية كبيرة في تنمية ورقي المجتمع من خلال المساهمة في إنشاء فرص عمل جديدة، مما يخفف من مشكلة البطالة، كما يعزز الابتكار والتطوير التكنولوجي، ويسهم نشاط رواد الأعمال في تنشيط الاقتصاد المحلي من خلال زيادة الإنتاجية والاستهلاك والتصدير، ويمكن للشركات الناشئة والمبتكرة أن تقدم حلولا فعالة لمشاكل المجتمع، سواء في مجال التعليم أو الصحة أو البيئة أو غيرها وعلى هذا الأساس هدفت دراستنا إلى محاولة معرفة واقع إعداد رواد الاعمال في الجامعة وهذا من خلال معرفة كل من الإمكانيات المتوفرة في الجامعة لهذه العملية ومحاولة الكشف عن جميع البرامج المسطرة والمراحل التي يتم فيها إعداد رواد الاعمال بالإضافة إلى ماهية المشاكل التي تعرفها عملية إعداد رواد الأعمال بالجامعة. وقد إنطلقنا في بحثنا هذا من تساؤل رئيسي مفاده: -ماهو واقع إعداد رواد الاعمال في الجامعة الجزائرية؟ والذي إنبثقت عنه الأسئلة الفرعية التالية: - ماهي الإمكانيات المتوفرة بجامعة جيجل لإعداد رواد الاعمال؟ - ماهي البرامج المسطرة لإعداد رواد الأعمال بجامعة جيجل؟ - ماهي مراحل إعداد رواد الاعمال بجامعة جيجل؟ - ماهي المشاكل التي تواجه إعداد رواد الأعمال بجامعة جيجل؟ وكي نجيب عن هذه التساؤلات ونضمن المسار السليم لدراستنا صغنا فرضية رئيسية مفادها: - من أجل إعداد رواد الأعمال بجامعة جيجل تتوفر الجامعة على إمكانيات مادية، بشرية تنظيمية، وتقوم بتسطير مجموعة من البرامج من أجل هذا مرورا بثلاث مراحل لإعداد رائد الأعمال بداية بمرحلة التحسيس، ثم مرحلة التكوين، ثم مرحلة المرافقة .إلا أنها تعرف بعض المشاكل المادية، البشرية، والتنظيمية. واندرجت تحتها أربع فرضيات فرعية : - تتوفر الجامعة على مجموعة من الإمكانيات المادية، البشرية، والتنظيمية لإعداد رواد الأعمال. - تتبنى جامعة جيجل مجموعة من البرامج التكوينية في عملية إعداد رواد الأعمال. - تمر عملية إعداد رواد الأعمال في جامعة جيجل بمراحل تتمثل في مرحلة التحسيس، مرحلة التكوين، مرحلة المرافقة. - تتعرض عملية إعداد رواد الأعمال في جامعة جيجل الى مجموعة من المشاكل المادية، البشرية، والتنظيمية. ولإختبار صدق هذه الفرضيات قمنا بالبحث في جانبين، الجانب النظري الذي تناولنا فيه أهم القضايا المنهجية والنظرية التي سار البحث على ضوئها من أجل تكوين صورة واضحة حول الدراسة، وتضمن هذا الجانب ثلاث فصول وآخر ميداني، وتضمن الجانب النظري ثلاث فصول حيث تعلق الفصل الأول بخلفية الدراسة، والفصل الثاني بريادة الأعمال، والفصل الثالث بالجامعة الجزائرية وإعداد رواد الأعمال، وقد أفادنا هذا الجانب في تكوين صورة شاملة حول الموضوع المدروس، حيث زودنا بأهم المعلومات التي أفادتنا في إثراء الرصيد العلمي والمعرفي والإلمام بكافة جوانب الموضوع، ذلك أن الجانب النظري في كل الدراسات يلعب دورا كبيرا في توجيه الباحث، ويساعد في توضيح مسار الدراسة، كما له اهمية كبيرة في تحديد الزاوية التي إنطلق منها الباحث، أي معالجة موضوع بحثه، والمفاهيم التي تبناها نظريا. أما الجانب الميداني فتضمن الإطار المنهجي في الدراسة حيث حددنا فيه مجالات الدراسة وإستخدمنا المنهج الوصفي لأنه مناسب لوصف الظاهرة وصفا دقيقا، ومنهج مساعد يتمثل في منهج تحليل المحتوى، استعملناه لعدم تمكننا من الحصول على معلومات كافية عن عينة البحث، كما إخترنا مجتمع البحث المتمثل في مركز تطوير المقاولاتية ومنشورات صفحة الفايسبوك الرسمية لحاضنة الأعمال جامعة جيجل، وإعتمدنا على أدوات جمع البيانات والمعطيات من الميدان، حيث إستخدمنا تقنية المقابلة كأدات رئيسية، وتكونت من 52 سؤال موزعة على خمس محاور، الى جانب الملاحظة وإستمارة التحليل الخاصة بتحليل محتوى صفحة فيسبوك الخاصة بحاضنة الأعمال، وتم إختيار عينة المسح الشامل، لكن عندما وجدنا صعوبة في الوصول الى جميع أفراد العينة تم الإكتفاء بالأشخاص الذين تم الوصول إليهم، ولتحليل البيانات التي تم جمعها من الميدان إستخدمنا الأسلوب الكمي والكيفي، وتم مناقشة هذه النتائج وتحليلها في ضوء الفرضيات والدراسات السابقة والمقاربات السوسيولوجية. وقد توصلنا الى النتائج المتمثلة في، أن هناك مجموعة من الإمكانيات التي يجب أن تتوفر عليها الجامعة من أجل إعداد رواد الأعمال وتتمثل هذه في الإمكانيات المادية والمتعلقة بالهياكل والتجهيزات، والإمكانيات البشرية المتعلقة بالأساتذة والمختصين والمكونين، وأخيرا التنظيمية وذلك وفق مجموعة من البرامج التصميمية المتمثلة في الأيام التحسيسية وملتقيات، حيث تمر عملية إعداد رواد الأعمال بمراحل تتمثل أولها في مرحلة التحسيس وذلك من أجل نشر الوعي وثقافة المقاولاتية، مرحلة التكوين من أجل تدريب وإعداد رواد أعمال وإكسابهم مختلف المعارف والمعلومات، وأخيرا مرحلة المرافقة والتي تسعى الى مساعدة الطالب أو المقاول على تجسيد مشروعه في أرض الواقع. ومن أجل أداء مركز تطوير المقاولاتية والحاضنة لمهامهم على أكمل وجه يجب عليهم معالجة بعض المشاكل التي تعرقل عملية إعداد رواد الاعمال والمتمثلة في نقص الوعي بهذا المجال، إفتقار المراكز لبعض التجهيزات اللازمة والتي يحتاجها المركز، وغيرها من المشاكل التي يجب السهر على معالجتها والحد منها.