Résumé:
حاولت الدراسة معرفة الكيفية التي عالج بها برنامج "جو شو" الساخر أحداث طوفان الأقصى، وذلك من خلال تحليل ثمانية (08) حلقات من البرنامج في موسميه الثامن والتاسع.
وبناء على ذلك تبين لنا أن البرنامج عالج موضوع الدراسة بطريقة ساخرة، حيث تركزت السخرية من الفاعلين السياسيين العرب والغربيين والإعلاميين من خلال فضح العرب المتخاذلين والغرب الداعم، وتعرية ازدواجية التعامل مع نفس الأحداث.
فمن خلال تحليل عينة الدراسة توصلنا إلى أن البرنامج السياسي الساخر استطاع من خلال استعمال الأساليب الاقناعية إيصال رسائل عديدة إلى الجمهور المستهدف وذلك بكشف المستور وتعرية الواقع وإبراز التناقضات والمفارقات عبر إجراء عديد المقارنات باستعمال مجموعة من الوسائط. واستطاع في الكثير من الأحيان أن يكون لسان حال الشعب في غزة وما يعانيه من مآسي وآلام من ويلات العدوان، وهذا ما يتجلى في المشهد التمثيلي الذي أخرجه القائم بالإتصال بطريقة درامية.
نظريا يمكن القولإن البرامج السياسية الساخرة تنشط في بيئة ديمقراطية، لكن عمليا نجد أنها مضامنيها تعكس السياسة الخارجية للدولة. وهذا ما وقفنا عليه من خلال دراستنا لبرنامج " جو شو" على قناة التلفزيون العربي القطرية. حيث لا يستطيع القائم بالاتصال تخطي الخطوط الحمراء وسياسة القناة.
وهذا ما يتضح من خلال تعمد البرنامج تغييب بعض المواقف الداعمة لطوفان الأقصى و القضية الفلسطينية و هذا ما يعزز الرأي القائل بأنها أداة تعمل وفق أطر مضبوطة سلفا وفق ما يخدم السياسة الخارجية القطرية المعروفة بانتهاجها استراتيجية التحوط، وذلك باستغلال الإعلام كقوة ناعمة يهدف إلى تحقيق الطموحات السياسية للدولة القطرية، وهذا ما تجلى لنا من خلال تحليل عينة الدراسة حين انتقد القائم بالاتصال النظام المصري في مواضع كثيرة وكان يعلل ذلك بخذلان النظام المصري للفلسطينيين ولكن بالتعمق في البحث اتضح أن العداء المصري القطري الذي يعود إلى سنة 2011 كان بسبب مساندة قناة الجزيرة لحركة الإخوان المسلمين في مصر تحت دريعة التحول الديمقراطي و معاداة الأنظمة التسلطية. وهنا يتضح لنا أن برنامج "جو شو" يقوم بانتقاد النظام المصري بخلفية قديمة.
من جهة أخرى يقوم "جو" بانتقاد النظام المصري لضعف مواقفه تجاه الكيان الصهيوني، وهذا ما أفشل المفاوضات التي تقوم بها قطر وأمريكا ومصر لأجل وقف إطلاق النار في غزة، وهذا ما لا يخدم الصورة التي تسعى القيادة القطرية لتحقيقها من خلال الإعلاموالديبلوماسية كقوة ناعمة، ما يفسر النقد الساخر من طرف برنامج "جو شو" لمصر.
في مقام آخر نجد القائم بالاتصال ينتقد أنظمة عربية دون غيرها، ينتقد الدول العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني ولكنه يتجاهل المغرب باعتباره مطبع مع الكيان الصهيوني ومدعم له حتى بالجنود، في المقابل يتجاهل دائما مواقف الجزائر الداعمة للقضية الفلسطينية خاصة في المنابر الدولية.
وعليه نقدم بعض الملاحظات:
- تشجيع البرامج السياسية الساخرة في كل أرجاء الوطن العربي وذلك لقدرتها الكبيرة في التأثير على الجماهير الواسعة بلغة بسيطة وأسلوب سلس حتى نضمن وصول الرسالة.
- ضرورة العمل على ضمان إحترام هذه البرامج للخلفية التاريخية والثقافية والدينية للشعوب العربية.
- العمل على وضع مدونة أخلاقيات لهذه البرامج السياسية الساخرة حتى لا تصبح أداة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول.