Résumé:
إن القدرات الرياضية هي عبارة عن مزيج من العمليات المعرفية المتعددة، وهي من الذاكرة، الإدراك، اللغة، والتي لها علاقة نمو طردية مع النمو العصبي والمعرفي للفرد، وإن جل المعاجم والقواميس تعرف الرياضيات بأنها دراسة العدد والشكل والعلاقات، وذلك باستخدام رموز عديدة، ورموز للعمليات المختلفة والعلاقات.
ومن جهة نظرنا فالرياضيات دراسة تحدد باتجاهين أحدهما بياني يتدرج من السهل إلى الصعب والآخر تحليلي، يتجه نحو التجريد بشكل تدريجي ، ويقول "جون ديوي" فإن الرياضيات علم عقلي يعتمد على التجريد، وعلى عمليات الاستدلال والتفكير، فهي لغة المنطقة وأن الرموز والعلاقات والأرقام تساعد على سرعة التفكير وتدرس على أساس أهداف واستهداف كفاءات رياضية في نهاية كل مرحلة، ووفق برنامج، ومن ناحية أخرى، نستطيع أن نقول بأن الرياضيات هي أساس المعرفة وأساس العلوم المختلفة، طبيعية كانت أو بيولوجية أو اجتماعية أو فنية، ولا يوجد مجال في عصرنا لا يعتمد على الرياضيات وهو علم ديناميكي يتطور، والأبحاث الرياضية تزداد بسرعة هائلة وإن جميع العلوم تتوق إلى الرياضيات كمثلها الأعلى، هذا ما قاله الفيلسوف الفرنسي"برفسون" ويقصد بذلك أن كل علوم طبيعية تحاول محاكاة الرياضيات في استعمال الأعداد، والمقادير المكممة، وذلك لإضفاء الدقة والصحة والموضوعية، على مقولاتها ، أما عن العوائق المعترضة في طريق تعليمية الرياضيات فتعتبر من التحديات، التي ينبغي على القائمين حصرها، ومعرفة أسبابها، وذلك للتغلب عليها بطرق علمية، وبأقل تكلفة، وفي أسرع وقت ممكن وبحسب فإن التلميذ الذي ينكر قيمة الرياضيات يخلق مسافة بينه وبين هذه المادة إلى درجة عدم الاهتمام بها، هذا الموقف يؤدي به إلى اعتبار هذه المادة بدون أهمية وليست ذات فائدة، وبذلك تصبح شيئا فشيئا صعبة التناول والاستيعاب من طرفه، لذلك بالرغم من الشعور الإيجابي أو السلبي اتجاه مادة الرياضيات فإن التلميذ مطالب بتعلمها، لأن هذا هو واقعه المدرسي المعاش.