Résumé:
أن ذ م الدنيا وزينتها مما اهتم به الصوفية ي أدبهم المنظوم والمنثور، لأنهم أدركوا أن حب الدنيا رأس كل
خطيئة، وأن فتنتها مما يفسد عليهم نفوسهم، ووجهة نظر الصوفية إلى الدنيا تخالف وجهة نظر غيرهم؛ فالفقهاء
مثلا ع نوا ببيان الحلال والحرام، وأباحوا الأول وح رموا الثاني، فكل مسلم ينعم بطيبات ما آتاه الله من الرزق ويأخذ
زينته التي أخرجها الله لعباده.
أما الصوفية فيدعون إلى ال زهد ي الحلال، زيادة على الاجتناب الكامل للحرام، وإلى خلع كل ما يتصل
بالدنيا من قلوبهم حتى يتجه القلب ب ك ل ي ته إلى الله تعالى فلا يشغله عنه مال ولا بنون، إذ كان ي التصوف
الإسلامي من المبادئ الإيجابية ما يحقق تطور المجتمع إلى الأمام، ومن ذلك أنه يؤكد على محاسبة الإنسان لنفسه
باستمرار ليصحح أخطاءها ويكملها بالفاائل، ويجعل نظرته إلى الحياة معتدلة، فلا يتهالك على شهواتها
وينغمس ي أسبابها إلى الحد الذي ينسى فيه نفسه وربه، فيشقى شقاء لا حد له، والتصوف ي هذه الحياة وسيلة
لا غاية، يأخذ منها الإنسان كفايته ولا يخاع لعبودية حب المال والجاه، ولا يستعلي بهما على الأخرين .
والملاحظ أن الشعر الصوي قد قفز من مرحلة إلى أخرى؛ إذ نجد أنه انتقل من تد ي ن عادي يع بّ عنه شعراء
معروفون به، لكنه كان مفتقرا من ناحية التنظيم، حيث كان كل شاعر يسير على نظام خاص به إذ يتخذ لنفسه
طريقة مغايرة بالنسبة للشعراء الآخرين، لكن سرعان ما أصبحت هذه الطرق والأنظمة المختلفة تسير على طريق
واحد عندما ظهر الزهد الذي يعتبّ البوابة الرئيسية التي دخل منها التصوف إلى ساحة الإسلام.
والتصوف ظاهرة إسلامية نشأ مع بداية القرن الثاني للهجرة ي شكل نزعات من الزهد وذلك نتيجة لعوامل
منها اتسا الفت وحات الإسلامية، وركون المسلمين إلى حياة ال س رف، وهذا ما جعل الكثير ينفرون من تلك
الأجواء ليتجهوا إلى الزهد والعبادة، بالإضافة إلى العوامل الدينية التي تتجسد ي القرآن والحديث الشريف، لكن
سرعان ما تطورت هذه النزعات إلى التصوف وذلك ي القرن الثالث للهجرة حيث أصبح عامل القرآن والحديث
الشريف من الدعائم الأساسية التي ارتكز عليها التصوف. كما يمكن اعتبار أن التصوف ليس ظاهرة إسلامية
فحسب بل هناك من اعتبّه دخيلا على الإسلام وبالإمكان لأي أحد يعتنق غير الدين الإسلامي أن يخوض ي
بحر التصوف. فهناك من يكون يهوديا وهو متصوفٌ، وآخر بوذيا وهو متصوفٌ