Résumé:
يلاحظ أنه ما أن تبث الصحافة موضوع الهجرة غير الشرعية من خلال استطلاعات أو تحقيقات حتى تتحرك جهات الأمن لإلقاء القبض على المرشحين للهجرة أو المسؤولين عن شبكات التهريب الذين لامسهم الإعلام. وتبدو آثار الإعلام جلية هنا وذلك لتخوف المسؤولين الأمنيين من أن يتهموا بالتواطؤ أو التخاذل بخصوص مكافحة الهجرة غير الشرعية
. إن خطاب وسائل الإعلام السمعية والبصرية ينحي باللائمة على ما يقدم عليه المهاجرون، مؤكدا، بشكل يكاد يكون حصريا، على ما يتعلق بصون الحياة دون الخوض في الظروف المنتجة لتصورات تعد بأن الجنة تحت أقدام أوروبا، وأن كل شيء يسترخص في سبيل هذه الجنة.
غياب المعالجة الشمولية: إذا أخذنا كنموذج مسألة التسويات المرحلية من زمن لآخر لوضعية المهاجرين السريين من طرف السلطات الجزائرية ، فالملاحظ أنه لا يتم تحليلها بالشكل الكافي من طرف الصحافة، ولا يمكن في إطار عملية تحليل مسألة التسوية إسقاط فكرتين أساسيتين: الحاجة الاقتصادية الملحة لليد العاملة الرخيصة والطيعة والمستعدة للقيام بكل الأعمال مهما اعتبرت وضيعة من طرف المجتمع الجزائري وعملية المراقبة والضبط من خلال الملفات المقبولة والمرفوضة في آن التي يتقدم بها أصحابها لتسوية أوضاعهم.
وهكذا يبدو أن الصحافة الجزائرية لم تتعامل بالشكل الكافي مع ظاهرة الهجرة لتجلية أسبابها ومراميها وأبعادها، مع استشراف آثارها