Résumé:
تلعب الدراما دورا بالغا في نقل معطيات الفكر والحياة بأدوات أكثر نفاذا وفاعلية في تشكيل الفكر التي أصبحت أداة مؤثرة وجزءا هاما من العملية الثقافية لما تحمله من قيم مختلفة تتفاوت حسب نوع وضعية اهتمام المتلقي وتأديتها لأغراض جمالية مرتبطة بترفيه العقول وتنمية الذوق العام ليبعث في نفس المشاهد من راحة نفسية ومتنفس لأشواقه وتطلعاته.
إذا جاءت دراستنا لإبراز بعض الجماليات المتضمنة في الدراما من خلال التحليل السيميولوجي لمسلسل الخاوة الجزائري، والذي حصد نسبة مشاهدة عالية لما احتواه من جماليات، بجمال مناظر البيئة الجزائرية أو علاقاتها الإنسانية، وبعد التحليل السيميولوجي للمشاهد المختارة توصلنا إلى جملة من النتائج أهمها ما يأتي:
ركز مسلسل الخاوة على إبراز قيم جمالية متعددة تمثلت في إظهار جمالية المكان من خلال التركيز على المناظر الخلابة والجانب العمراني بكل تفاصيله والذي يستشعر الطبقة الراقية، إلى جانب إبراز جماليات الإضاءة والألوان والأزياء التي تحاكي عصرنا الحالي، بالإضافة إلى تناسب أشكالها، أكسسواراتها مع البيئة الدرامية للمثلين (الطبقة الغنية)، كما استطاعت الموسيقى التصويرية الموظفة أن توصل بعض الأفكار والحالات الدرامية بالصوت إلى جانب الصورة، وتجلت جماليات العلاقات الإنسانية من خلال خطاب ضمني دعا فيه المخرج إلى التمثل بثقافات الغرب بالإضافة لاعتماده في غالب المشاهد على حوار تتخلله اللغة الفرنسية بكثرة مهملا فيه اللغة العربية الأصيلة، أيضا نلاحظ بتوظيفه جمالية القبح بإبرازه لبعض مظاهره كتوظيف شخصيات تليق بالدور ذو وجه مخيف مكشر"حسان" وبعض مظاهر القبح في السلوك كاعتماد العنف في بعض المشاهد، الخيانة والطمع وبعض العناصر الأخرى كلغة داعمة للحوار والتي تمثلت في إيماءات وحركات تؤكد وتوصل بعض الأفكار التي تعجز اللغة عن توضيحها.