استخدامات الهواتف الذكية و أثرها على التحصيل العلمي للطالب الجامعي

Abstract

فتحت التكنولوجيا الحديثة آفاقا جديدة، وأحدثت تغيرات في جميع نواحي الحياة، ومن بين منتجات التكنولوجيا التي ساهمت في هذا التغير الهواتف الذكية التي عرفت انتشارا سريعا بين مختلف شرائح المجتمع، وقد أدى هذا الانتشار إلى الاستخدام المتزايد والمستمر لهذه التقنية، الأمر الذي ترك أثرا واضحا على الأفراد عموما والطلبة خصوصا. ومن خلال هذه الدراسة، حاولنا معرفة استخدامات الهواتف الذكية وأثرها على التحصيل العلمي للطلبة الجامعيين، خاصة وأنّ هذه الوسيلة تتمتع بمزايا وخصائص يقل وجود مثيل لها في أي وسيلة أخرى، وقد استحوذت على فئة الشباب بكثرة، خاصة فئة الطلبة الذين يستخدمونها بشكل كبير ويعتمدون عليها في حياتهم اليومية بشكل ملفت للنظر؛ لهذا كانت عينة دراستنا فئة من الطلبة الجامعيين الذين لاحظنا أنهم يستخدمون الهواتف الذكية، وبتتبع الخطوات المنهجية العلمية المتفق عليها في الأوساط البحثية، تم جمع المعلومات الميدانية، والتي أسفرت عن جملة من النتائج التي قادت إلى الإجابة عن تساؤلات الدراسة. وقد توصلت الدراسة إلى أن استخدام الطالب للهاتف الذكي لا يتوقف عند الاستخدامات الاتصالية، وإنما يتجاوزها إلى ميادين أخرى؛ نظرا لتعدد تطبيقات هذه الوسيلة وتعدد مجالات استخدامها. فالطالب الجامعي يستخدم الهاتف الذكي في البحث العلمي، وتحميل الكتب وقراءة المقالات، كما يستغله أيضا في قراءة الكتب بالصيغ الإلكترونية، إضافة إلى أن الهاتف الذكي يساعده في اكتساب مهارات جديدة وزيادة المعلومات من خلال التطبيقات التي يتوفر عليها، والملاحظ أن هذه الاستخدامات كان لها تأثير إيجابي على التحصيل العلمي. كما أن هؤلاء الطلبة يستخدمون الهواتف الذكية لإشباع بعض الحاجات والرغبات، والتي تتسم بطابعها السلبي، وتصبُّ في إطار التسلية والترفيه، كالاطلاع على مواقع التواصل، حيث يحتل تطبيق فيسبوك الصدارة، ويكمن الجانب السلبي هنا في سهر الطلبة لأوقات متأخرة في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي؛ مما أدى إلى ضعف تركيزهم أثناء الدراسة، كما أن الدردشة عبر الهاتف أدت إلى تقليل مطالعتهم. في الأخير يمكننا القول بأن هذا النوع من الدراسات لم يزل بحاجة إلى إجراء دراسات أخرى أكثر عمقا وتحليلا، في سبيل إكمال جوانب النقص في هذا البحث، كما أن نتائج هذه الدراسة تبقى خاصة بمجتمع البحث الذي طبقت عليه، فهي قابلة للتغير بتغير الظروف والمعطيات الميدانية.