Résumé:
تهدف دراستنا السيميولوجية إلى الكشف عن كيفية معالجة السينما الجزائرية لشخصية البطل والمزايا التي يتمتع بها، محاولة إبراز الرسائل الضمنية والدلالات التي يحملها فيلم مصطفى بن بولعيد، من خلال التوظيف الجيد للغة والصورة السينمائية، ومحاولة تبليغ الأفكار وترسيخها في ذهن المتلقي لفترات طويلة.
ولمعالجة إشكالية دراستنا، قمنا بتقسيم التساؤل الرئيسي إلى مجموعة من التساؤلات الفرعية ، التي تبحث عن كيفية إبراز ملامح شخصية البطل مصطفى بن بولعيد في الفيلم الثوري، وإظهار القيم التي يحملها، من خلال دلالات المكان والزمان، ودور المؤثرات الصوتية والمرئية في إبراز الأفكار التي تضمنها فيلم مصطفى بن بولعيد.
ومن أهم أسباب اختيارنا للموضوع محاولة إبراز مكانة البطل في السينما الجزائرية، اهتمامنا بفيلم مصطفى بن بولعيد دفعنا إلى تحليل هذه الشخصية البطلة وما تحمله من مقاومة وتضحيات، بالإضافة إلى ارتباط موضوع البحث مع طبيعة التخصص.
وللتعمق أكثر في الدراسة كانت الأهداف كالآتي:
محاولة التعرف على مدى واقعية الصورة التي حاول تقديمها الفيلم عن البطل مصطفى بن بولعيد، ومدى تطابق المشاهد الفيلمية مع الواقع الاجتماعي والثقافي للبطل مصطفى بن بولعيد، وكذلك إبراز التعابير والصيغ الموظفة في الفيلم.
وقد اعتمدنا في هذه الدراسة على "منهج التحليل السيميولوجي" "الذي يعتبر" المنهج الذي يستهدف استكشاف الوحدات البنائية للأنساق الاتصالية، بغية الحصول على نتائج موضوعية تحقق لنا أهداف البحث، ونظرا لصعوبة إجراء الدراسة على المجتمع كله، اتبعنا الأسلوب القصدي في اختيارنا بعض اللقطات من فيلم مصطفى بن بولعيد وهي: الحلقة الأولى، الحلقة الثانية والثالثة والخامسة والسادسة والثامنة والتاسعة، مستخدمين أداة الملاحظة في جمع المعلومات وتطبيق المقاربة السيميولوجية (لرولان بارت)، ففي المستوى التعييني قمنا بالتقطيع التقني للمقاطع المختارة والقراءة التعيينية لها، أما في المستوى التضميني قمنا بتحليل وإبراز ملامح شخصية البطل مصطفى بن بولعيد.
وفي نهاية تحليلنا توصلنا إلى مجموعة من النتائج أهمها:
- أن فيلم مصطفى بن بولعيد جسد المسيرة النضالية، وأبرز الشخصية القيادية لمصطفى بن بولعيد وترسيخها في ذهن المشاهد.
- كما أوضح لنا مدى تمسك مصطفى بن بولعيد بوطنه وحبه الشديد له، ورفضه القاطع للامتيازات الفرنسية.
- اعتمد المخرج على أماكن متنوعة في تصويره أحداث الفيلم، وفترات زمنية متسلسلة بشكل منطقي، أبرزت لنا الدور الذي لعبه مصطفى بن بولعيد من خلال الفيلم.
- كما أن المؤثرات الصوتية والموسيقى الموظفة (الموسيقى الشاوية)، ساهمت في إثراء المعاني التي تضمنها الحوار.
لقد ختم المخرج فيلمه بخلفية بيضاء، واللون الأبيض يوحي بالسلام، وعودة الحرية إلى أرض الوطن.