التكوين و التوافق المهني للعامل في المؤسسة

Abstract

إن الاستخدام الأمثل للموارد البشرية يتطلب استمرار تطوير معلومات الأفراد و معارفهم وتنمية مهاراتهم و قدراته، وأن فعالية الموارد البشرية وحيويتها يرتبط ارتباطا وثيقا بإعداد أفرادها وتكوينهم للقيام بجميع المهام والأعمال المناطة بهم مما يخلق لديهم التوافق المهني هذا الأخير يتطلب تحقيقه الإشباع لمختلف الحاجات التي يتوقع العامل أن تشبع من خلال وظيفته، بالتالي الوصول إلى تحقيق حالة من التوازن بين إشباع الحاجات والقيام بمتطلبات العمل على أكمل وجه وتحقيق أعلى درجات من الرضا والاندماج في بيئة العمل، فنجاح المؤسسات أصبح مرتبط بمدى توافق عمالها مع الأعمال التي يؤدنها. ومنه جاءت هذه الدراسة لتناول موضوع التكوين و التوافق المهني للعمال في المؤسسة، بهدف الكشف عن كيف يساهم التكوين في تحقيق التوافق المهني للعمال و ذلك بالإجابة عن التساؤلات التالية: " هل تساهم برامج التكوين في اندماج العامل داخل المؤسسة؟ " هل يزيد التكوين المعرفي من رفع الروح المعنوية للعامل داخل المؤسسة؟ و للإجابة على هذه التساؤلات تم تطبيق الدراسة في الشركة الإفريقية للزجاج بالطاهير ولاية جيجل، وتم اختيار مجموعة من المبحوثين بإجراء مسح شامل لمجتمع الدراسة و المكون من 60 عامل معتمدين في ذلك على المنهج الوصفي، وقد تم تقسيم الدراسة إلى سبعة فصول حاولنا من خلالها التحقق من فرضيات البحث نظريا وميدانيا باستخدام مجموعة من الأدوات البحثية كالملاحظة، المقابلة، الاستمارة، وتوصلت الدراسة إلى أن التكوين يساهم في تحقيق التوافق المهني للعامل في الشركة الإفريقية للزجاج كنتيجة عامة للدراسة، كما توصلنا إلى جملة من النتائج التي أفضت إلى أن برامج التكوين تساهم في اندماج العامل داخل المؤسسة وانه كلما زادت استفادة العمال من فرص الخضوع للبرامج التكوينية كلما أدى ذلك إلى التعلم، تنمية المهارات والقدرات، اكتساب المعارف والخبرات، كما توصلنا إلى أن تجديد المعلومات باستمرار يمكن العمال من انجاز المهام بدقة وبأقل جهد واقل وأقل تكلفة وبأقل الأخطاء الممكنة مما يزيد من درجة التوافق المهني، كما له مساهمة كبيرة في اندماج العمال مع بعضهم البعض من خلال العمل الجماعي وتبادل الخبرات والمهارات وبناء علاقات حسنة مع رؤساءهم، كما تم التوصل إلى أن التكوين المعرفي يساهم في رفع الروح المعنوية للعمال وشعورهم بالاحترام والتقدير.