واقع الإتصال الشخصي داخل الأسرة في ضوء إستخدامات قنوات الإعلام الجديد

Abstract

لقد أفرزت تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة ثورة هائلة وتغيرات كبيرة في سبل الاتصال الاجتماعي عامة و الأسري خاصة، حيث أصبحت تحتل حيزا مهما وبارزا في حياة الأفراد باعتبارها مصدر ينافس مصادر التنشئة الاجتماعية، وخاصة الأسرة باعتبارها المصدر الأول في تلقين أسس الحياة وقواعد التواصل، بحيث أن التواصل الأسري الإيجابي يؤمن الاستقرار النفسي والروحي لأفرادها، ومع كثرة وتعدد استخدام هذه القنوات الإعلامية الجديدة وتكريس هذه الأخيرة لخاصية التفاعلية بين الأفراد و الجماعات جعلها تحتل مكانة اتصالية مهمة داخل الأسرة، خاصة لما توفره من خصائص تساعد على فتح مجال التواصل الاجتماعي من خلال مواقع التواصل المختلفة والتي فرضت نفسها في الواقع المعيشي و عملت على تلبية الحاجات والاشباعات المتعددة للأفراد، وهذا ما أدى إلى تغيير جذري لنمط التواصل الأسري من نمط تقليدي إلى نمط افتراضي مع كثرة استخدام هذه القنوات وتحيز الأفراد نحوها بشكل كبير، ما أثر على الروابط الأسرية و غير من طبيعة الاتصال و التفاعل الشخصي، وهذا ما دفعنا إلى تسليط الضوء على هذا الموضوع الذي يبحث في "واقع الاتصال الشخصي داخل الأسرة في ضوء استخدامات الإعلام الجديد". وبالتالي فقد جاءت إشكالية دراستنا وفقا للتساؤل الرئيسي التالي: ما هو واقع الاتصال الشخصي داخل الأسرة في ضوء استخدام قنوات الإعلام الجديد؟ والذي تفرع وفقا للتساؤلات الآتية: - ما هي عادات وأنماط استخدام أفراد الأسرة لقنوات الإعلام الجديد؟ - ما هي دوافع استخدام أفراد الأسرة لقنوات الإعلام الجديد؟ - ما هو تأثير استخدام قنوات الإعلام الجديد على الاتصال الشخصي داخل الأسرة؟ ومن خلال الأهداف المسطرة مسبقا والتي نرجو من خلالها الخوض في مفهوم وخصائص الإعلام الجديد وتعدد قنواته، والكشف عن تأثيراتها على نسق الاتصال الشخصي (المباشر) ومكانته داخل الأسرة الجزائرية، وللوصول إلى نتائج الدراسة التي تجيب عن الأسئلة المطروحة سابقا، ولتحقيق أهداف دراستنا فقد اعتمدنا على المنهج الوصفي باعتباره الأنسب لدراستنا، أما عن مجتمع البحث فيتمثل في طلبة جامعة جيجل-تاسوست كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، وقد تكونت عينة الدراسة من 92 مفردة تم اختيارهم بطريقة العينة الطبقية "الحصصية "حيث قمنا باختيار 7% من مجتمع الدراسة . وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج أهمها: -معظم أفراد العينة يقضون فترة طويلة في استخدام قنوات الإعلام الجديد. -ساهم الاستخدام المفرط لقنوات الإعلام الجديد في تقليص فترات الاتصال الشفهي بين أفراد الأسرة الجزائرية. -أدى الاستخدام المتزايد لتكنولوجيا الاتصال الحديثة إلى انشغال أفراد الأسرة عن أداء واجباتهم الأسرية. -معظم أفراد العينة يستخدمون قنوات الإعلام الجديد بدافع التواصل مع الأهل و الأصدقاء. -ساهمت قنوات الإعلام الجديد في التقليل من فعالية الحوار الشخصي داخل الأسرة الجزائرية. -ساهمت قنوات الإعلام الجديد في شعور الأفراد بعزلة أسرية جراء استخدامهم المكثف لها. -أثرت قنوات الإعلام الجديد ايجابيا على الاتصال الشخصي داخل الأسرة بإبقاء التواصل مع أفراد العائلة المقيمين بعيدا. -معظم أفراد العينة أكدوا أنهم غير قادرين على الاستغناء عن قنوات الإعلام الجديد. -أكثر الحلول اقتراحا من قبل أفراد العينة لإعادة تفعيل الاتصال الشخصي داخل الأسرة :ضرورة ضبط وتنظيم وقت استخدام هذه القنوات الجديدة.