Résumé:
تعدّ اللغة ثمرة من ثمار العقل الإنساني، حيث تمثل أرقى نظم التواصل وأعقدها في الآن نفسه، وذلك
راجع لما تحتويه من ثراء لفظي يشمل كل شيء موجود في الكون، لدرجة استحالة الإحاطة الكلية بثروثها اللغوية
مهما كانت سعة اطلاع صاحبها، فمفردات اللغة تختلف بين أبنائها بحسب ثقافتهم، كما أن الاحتكاك
والتداخل مع اللغات الأخرى تحت أي ظرف يولد مفردات جديدة لم تكن في أصل اللغة، وهنا تجلت الحاجة إلى
وجود المعاجم لأجل ترتيب مفردات اللغة ومن ثم تبيين معانيها.
والعرب الأوائل وعوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم حق الوعي، من الحفاظ على هذه اللغة التي هي عماد
دينهم، ففهم الكتاب والسنة لا يمكن أن يكون إلا بسعة الإطلاع عليها، فعملوا على جمعها وتدوينها، بعد أن
كانت محفوظة في الصدور، ويُعتمد في أخذها وتناقلها على المشافهة والرواية.
والناظر إلى البحث المعجمي العربي يدرك بأنه من البحوث القديمة، التي بدأت على يد المفسرين، ما يعني
أن الدافع الأساس للعناية بالألفاظ هو الحفاظ على القرآن الكريم وفهم معانيه، ولم يتوقف العمل اللغوي عند
شرح المفردات فحسب، بل توسع إلى استعمال اللفظ الواحد بدلالات متعددة تم تحديدها داخل السياق.
وقد عملنا على تسطير عنوان مذكرة تخرجنا لنيل شهادة الماستر في التراث المعجمي العربي وفق الصياغة
تطور المعاجم العربية بين القرنين الرابع والسادس هجري دراسة لمبدأي الجمع والوضع-تهذيب » :
.« - اللغة أنموذج اً